Histoire du théâtre dans le monde arabe : le XIXe siècle
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
117
ونلاحظ على هذا القول أمرين؛ أولهما: أن جريدة الأزبكية بدأت في الإصدار عام 1882،
118
فكيف نقبل بأقوال منقولة منها في عام 1873؟! والحقيقة أن جاك شيلي - أو تحديدا صنوع - أراد إيهام القارئ بأن الدوريات في مصر كانت تكتب عنه كمسرحي أثناء وجوده في مصر. أما الأمر الثاني، فيتمثل في ذكر لقب «أبي نظارة» في قول جريدة الأزبكية السابق! فإذا سلمنا بأن هذا القول جاء في عام 1873، فمن أين أتت الجريدة بهذا اللقب في هذا العام، علما بأن لقب «أبي نظارة» لم يشتهر به صنوع إلا في عام 1878، عندما أصدر أول جريدة تحمل عنوان «أبي نظارة»؟! فهذه الأخطاء كانت متعمدة من قبل صنوع، عندما ذكرها عن نفسه، وأخذها جاك شيلي ووضعها في مقاله، ونقلتها جانيت ونقل منها د. نجم.
والحقيقة أن مقال جاك شيلي المنشور بالفرنسية في صحف صنوع بباريس، ما هو إلا ترجمة حرفية لأقوال ومذكرات صنوع نفسه، عندما ألقاها في جمعية تعاون الأفكار عام 1902 بباريس.
119
أي إن جاك شيلي لم يقدم جديدا عن تاريخ مسرح صنوع في مصر، واكتفى بنقل أقوال صنوع. وعندما اعتمدت عليه جانيت تاجر في مقالها، اعتمد عليها د. نجم دون أية إضافة . وهذا يعني أن أقوال صنوع عن مسرحه المزعوم في مصر، هي المصدر الوحيد لكل من تحدث عنه كمسرحي بعد ذلك. ومن الغريب حقا أن د. نجم لم يستطع الحصول على أية إشارة موثقة تفيد قيام صنوع بنشاط مسرحي في مصر قبل سفره إلى فرنسا، وكل ما ذكره ما هو إلا نقول من آخرين كتبوا عن صنوع في صحفه الفرنسية، أو كتبوا عنه بعد سفره من مصر، مثل بول دوبنيير في كتابه «مصر الساخرة: ألبوم أبو نظارة» عام 1886
SATIRIQUE (ALBUM D’ABOU NADDARA) IMPRIMIERE LE FEBVRE, PARIS
1896، على الرغم من أن د. نجم كان اعتماده الأساسي في كتابه على جريدة الأهرام منذ صدورها، وهذا يعني أنه لم يجد أية إشارة في هذه الصحيفة أو غيرها تدل على صنوع كمسرحي في مصر، كما ذكرنا سابقا.
أما الناقد الرابع الذي كتب عن صنوع كمسرحي، فكان يعقوب لنداو في عام 1958. وهذا الناقد عندما تحدث عن بدايات المسرح العربي في مصر، تحدث عن ريادة سليم النقاش المسرحية، منذ وصوله مع فرقته إلى مصر عام 1876. وأيضا عن دور أديب إسحاق ويوسف خياط في إتمام مسيرة هذه الفرقة بعد ذلك، متجاهلا تماما وجود صنوع كمسرحي.
Page inconnue