Histoire du roi Al-Zahir

Ibn Shaddad d. 684 AH
199

Histoire du roi Al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Genres

خرج أيضا من دمشق ، لما اختلف المماليك الناصرية على مخدومهمالمك الناصر ، وخرجوا من دمشق على حمية ، فاستشعر الخوف من أن ينسب إلي بعض أسباب الخلف الملك الناصر ، فلم تطل الأيام حتى غدا وهو لغصن المنى بملكهاهاصر .

وخرج من مصر ، لما قتل الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار ، فارا بنفسه في شرذمة من آبناء جنسه ، فقضى الله في عوده إليها مالكا آسوة نبيه حيث أخرج من مكة دار آسرته ، فأعاده إليها وقد أناله بملكها فوق ما تمناه في حال عسرته .

و من عجيب أمره فيها الموافق لمن جعل الله نجاة العالم بمتابعته ، وقرن ذكره بذكره على لسان من أذعن لمبايعته ومشايعته ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصد مكة مرتين فلم تكن خيله لفتحها مطيقة ولا بها لابثة ، فلما سنى الله له فتحهاالقته إليه أفلاذ كبدها في الثالثة ، وكذلك جرى للسلطان الملك الظاهر ، وقد حكيته انفا ، وأثبته حيث لم أجد فيه مخالفا ، وكان بين خروجه منها وعوده إليها خمس سنين ثمانية أشهر لا تزيد يوما ولا تنقص يوما ، فلله من قال :

من لزم الصبر نال بغيته

وطاوعته السعود في الفلك

ومن أحسن الاتفاقات التي أيدته بسعادته ، وجرت من لطف الله على المعهود من عادته ، آن جمال الدين حسن بن ثابت وصل إليه في أوايل دولته برسالة من الرضي ابي المعالي [ ابن أبي المنصور] ، ومن نجم الدين إسماعيل بن الشعراني ، مقدمي الاسماعيلية ، مضمونها التهديد والوعيد ، وطلب ما كان لهما من الإقطاعات في الدولة الناصرية والرسوم ، فأجابهما إلى ملتمسهما ، فلما عزم على التوجه إلى مرسلاه ، وحضر لوداع مولانا السلطان ، قال له : " بلغني أن الرضي قد مات ، وقد رأيت أن أوليك مكانه، ولم يكن اتصل به شيء مما أخبره به ، فكان ذلك مستنزلا له عن شرة نفسه ، وحاثا على ما الإسماعيلية عليه من وفاء الكيل أو بخسه . ثم كتب له توقيعا بالولاية ، توجه المذكور فوجد الرضي في عافية ، فكتم التوقيع فلم يلبث إلا عشرة آيام حتى مرض الرضي أياما قلايل ثم مات ، فتولى مكانه ، فلم ترض به الإسماعيلية فقتلوه ، وكان السبب في إخراج البلاد عنهم لأنه نقم عليه قتله .

Page 268