ومن متنزهاتهم شعب خم (1) وهو يتصل بالمسفلة اليوم وكان مزروعا فيه عدة بساتين تتصل بالليط ثم تتصل بجرول.
وكانوا يخرجون الى حائط الحمام بجوار المعلاه فقد كان لهم هناك نخيل وزروع وكانت بساتين تمتد الى الخرمانية بقرب ما نسميه المعابدة ثم تمضي الى المحصب في الطريق المؤدي الى منى.
وكان لهم في المحصب دكة يجتمع المتنزهون فيها أصيل (2) كل يوم وكانت تشرف على نخيل باسق وبساتين تحتضنها شعاب الوادي الممتدة الى منى.
وكانت لهم بساتين في وادي فخ ونسميه الشهداء اليوم وأخرى بوادي طوى في امتداده من الحجون الى ريع الكحل وبساتين غير هذه في ضواحي مكة العليا (3) إلى مزدلفة فعرفة (4) وكانت المنازل في المناطق التي ذكرناها لا تتكاثف على قاعدة المدن الحاضرة بل تتفرق وتفصل بينها مساحات خالية على عادة العرب في بناء قراهم ومدنهم ، أما الناحية المتصلة بالمسجد فكانت تضيق بنزلائها لتنافسهم في مجاورة الكعبة.
وقد بنى القرشيون في أواخر عهدهم ما يشبه السور في أعلى المدعى وبوبوه ولم يثبت أنهم بنوا مثله في ناحية اخرى منها.
Page 46