وكانوا يبنونها بحيث لا تستوي على سقوف مربعة كما نفعل اليوم. وأول من بنى بيتا مربعا حميد بن زهير ، واستهولت قريش عاقبة التربع في هندسة البيت ، فقالت : «ربع حميد بيتا أما حياة واما موتا» (2) وأول من بوب في مكة «حاطب بن أبي بلتعة» (3) وكانوا يجعلون بين يديها العرصات ينزل الحجاج فيها والمعتمرون ، ولما شرعوا يصنعون لبعض الدور أبوابا كانوا يقصرون ذلك على بعض غرفها ويتركون مداخلها شارعة على عرصاتها دون أبواب ، وقد قيل أن بنت سهيل عندما استأذنت عمر بن الخطاب في أن تجعل على دارها بابين أبى وقال لها : انما تريدون ان تغلقوا دوركم دون الحجاج والمعتمرين قالت : والله ما اريد إلا أن أحفظ على الحجاج متاعهم فأغلقها عليهم من اللصوص فأذن لها فبوبتها.
** منازل القبائل في مكة :
ويستطيع الباحث أن يستنتج أن العمران في مكة في عهدنا الذي ندرسه نشط نشاطا طيبا ، بعد أن تركنا المضارب تتباعد على حوافي وادي إبراهيم من أعلى مكة الى أسفلها ، ثم تعرج في ناحية منها الى مداخل الشامية اليوم نحو قعيقعان نجدها الآن وقد اتصلت وتكاثفت واتخذت كل قبيلة منزلها من الوادي وشعابه ولم يزحف عمرانهم الى مرتفعات الجبال وأكتافها كما نفعل اليوم. بل ظل مستويا باستواء سطح الوادي.
فقد ذكروا أن قصيا خط للكعبة ساحة توازي صحن المسجد (المطاف) اليوم
Page 38