Histoire de la baie d'Alexandrie et du canal Mahmoudiyah
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Genres
ومن قرية زاوية البحر يسير الفرع المذكور في مجرى ترعة أبي دياب في اتجاه الشمال الغربي، ويمر غرب كوم جعيف الذي كان يسمى في القرون الماضية نقراطس، وهي مدينة كان قد تنازل عنها للإغريق أمازيس؛ خامس ملوك الفراعنة، وأحد الأسرة السادسة والعشرين (سنة 568-535ق.م) في مقابل الخدم التي أدوها له فاستغلوها زمنا طويلا، ودرت عليهم خيرا جزيلا، وبعد ذلك يستمر الفرع سائرا إلى أن يصل إلى قرية جنباواي، ومنها يمتد مجراه مارا بجانب قرية العوجه، وبعد ذلك يمر قرب قرية دسونس أم دينار وقراقص، ويصل إلى دمنهور (هيرموبوليس بارفا) التي قال عنها استرابون، وهو من أهل القرن الأول الميلادي: إنها بنيت على نفس النهر.
وبعد دمنهور يسير الفرع الكانوبي في مجرى ترعة دمنهور القديمة المبينة بخريطة علماء الحملة الفرنسية، والتي يشغل موضعها في الوقت الحاضر الطريق الزراعي بين دمنهور والعطف، ويستمر في سيره إلى أن يتصل بترعة الأشرفية بجوار قرية أفلاقة.
ومن هناك يسير الفرع المذكور إلى الكريون وشديا (النشو البحري) التابعة لمركز كفر الدوار؛ أي إلى مبدأ خليج الإسكندرية القديم.
وبعد شديا يتتبع الفرع الكانوبي جانب ترعة الإدكاوية القديمة المسماة الآن الترعة الكانوبية ، (انظر الخريطة 4)، تاركا كوم مازن على يمينه، ثم يسير عندئذ متتبعا مرتفع الأرض الصغير الفاصل بحيرة أبي قير عن بحيرة إدكو، ولا ريب أن هذا المرتفع هو محل الفرع القديم الذي كانت ضفافه كما هي الحال الآن مرتفعة بلا شك ارتفاعا قليلا عن سطح الأرض بحكم فعل الطمي، وبعد ذلك يمر بين كوم الذهب وكوم الطرفاية، ويبلغ البحر عند الكوم الأحمر الواقع على سكة رشيد، والمسمى الآن بالطابية الحمراء؛ نسبة إلى الحصن الذي بني فوقه، (انظر الخريطة 3).
والفرع الكانوبي كان لا يقع عند هذه النقطة، بل يمتد فوق ذلك ستة كيلومترات في خليج أبي قير، حسبما ذكر محمود باشا الفلكي بالصفحة 79 من مذكرته الفرنسية عن مدينة الإسكندرية في الأزمان الغابرة، وإليك ترجمة ما قاله: «إن سبر غور الماء الذي قام به مسيو لاروس
Larousse
قبيل عام 1859م في مرفأ أبي قير لا يترك مجالا للشك في أن موقع مصب الفرع الكانوبي كان في سفح تل الكوم الأحمر.
فمجرى مصب النهر يرى في الواقع جيدا في قاع ماء المرفأ وظاهرا بين رأسين. وهذان الرأسان الممتدان من الكوم الأحمر إلى أن يقتربا من جزيرة أبي قير على مسافة زهاء ستة كيلومترات من اليابسة في الوقت الحالي، لا يزالان إلى الآن يضمان بين جوانبهما مجرى المصب على مسافة ستة أو سبعة أمتار تحت سطحومسيو لاروس الذي ذكره الماء، بينما لا يزيد عمق هذا الماء نفسه فوق الرأسين عن مترين أو ثلاثة أو أربعة.
وقد تكون الرأسان المذكوران تحت سطح البحر من طمي النيل بالطبع، كما تكون الرأسان اللذان نراهما الآن في كلا المصبين الحاليين اللذين يمتدان في البحر مسافة تزيد على ستة كيلومترات، فتكون من كليهما بهذه الكيفية رأسان ممتدان بعد رشيد ودمياط.
ولا بد أن رأسي المصب الكانوبي كانا في الأزمان الغابرة فوق مستوى سطح البحر، وبالتالي مكونين مع الساحل لغاية رأس أبي قير شبه ميناء لمدينة كانوب». أ.ه.
Page inconnue