222

Histoire de la folie: de l'antiquité à nos jours

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Genres

في الوقت ذاته، اعتبر عالم الأنثروبولوجيا البريطاني جريجوري باتيسون (1904-1980) أن الفصام رد على الأوامر المتناقضة والمتعارضة (القيود المزدوجة) التي تنتج عن مرض في التواصل. ويتحدث كوبر أيضا عن «المجنون الموجود في كل منا، في حين أن كل شخص طبيعي بالكامل لا يحمل داخله إلا جثة مجنونه المقتول داخله.» وكان هو أول من استخدم مصطلح مناهضة الطب النفسي،

49

ككيان معارض، ليس للمجتمع فحسب بل وأيضا لأسرة المريض عقليا. «من الغباء الحديث عن موت الله أو موت الإنسان - بالسخرية من الأحاديث الجادة لبعض اللاهوتيين والفلاسفة البنيويين المعاصرين - قبل أن نعي بالكامل موت الأسرة (النواة)، هذا النظام الذي - بموجب التزامه الاجتماعي - يقضي بخبث على أساس تجربتنا؛ وبالتالي يحرم أفعالنا من أي تلقائية حقيقية.»

50

أعيد إحياء تجربة «الجناح 21» مرة أخرى عام 1965 بتأسيس دور لرعاية الفصاميين - هذه المرة بعيدا عن إطار أي مستشفى عام - ومن أشهرها دار كينج سي، المكان التاريخي للحركة العمالية البريطانية في شرق لندن. ويرجع الفضل في هذه المبادرة «المستشفى-المضاد» لديفيد كوبر وآرون إيستيرسون ورونالد لاينج (1927-1989). ويقول الأخير في كتابيه «الأنا المنقسمة» (1960)

51

و«سياسة التجربة» (1967)،

52

إن الأزمة النفسية هي رحلة يسميها «شفاء النفس» (التحول والتغيير الروحي). وبالنسبة إلى لاينج، تكمن هنا التجربة الثرية أو «المنعطف الرائع لتطور الشخصية»، بشرط أن يكون هناك من يصحبها جيدا ولا يعالجها نفسيا إلا إذا أصبحت مزمنة. بل وذهب إلى الدعوة إلى «هذه الرحلة» على غرار من يتعاطون ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (عقار الهلوسة

LSD ). إلا أن لاينج - الذي تم اتهامه لاحقا بالتشجيع على الإدمان - قد شكك في أعماله عام 1985 في سيرته الذاتية «حكمة وعدم تعقل وجنون». أما عن تجربة دار كينج سي، فلم تستمر لما بعد عام 1970، لعداء المحيطين بالإضافة إلى طابعها المتعلق بأقلية صغيرة.

Page inconnue