Histoire islamique : Une très brève introduction

Inas Maghribi d. 1450 AH
28

Histoire islamique : Une très brève introduction

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

Genres

مارشال هودجسون وكتابه «مغامرة الإسلام»

هناك طرق للتلطف يمكن أن يحافظ المرء معها على المعايير الأكاديمية المهنية، وربما يكون المثال الأكثر وضوحا على ذلك أعمال مارشال هودجسون (الذي توفي عام 1968). والكتابان اللذان اشتهر بهما هودجسون هما «مغامرة الإسلام: الوعي والتاريخ في حضارة عالمية» و«إعادة التفكير في تاريخ العالم: مقالات عن أوروبا والإسلام وتاريخ العالم»، وكلا الكتابين نشرا بعد وفاته على أساس بحث أجري في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. أما عن كتاب «مغامرة الإسلام» فهو سجل جامع من ثلاثة مجلدات عن جميع حقب التاريخ الإسلامي ومناطقه، في إطار السياق الأوسع للتاريخ العالمي. على هذا النحو، يوصف الكتاب بأنه حجة دامغة ضد التفرد الإسلامي؛ فظهور الإسلام والحضارة الإسلامية وتطورهما منسوجان داخل بساط من الأبعاد العالمية، وينظر إليهما على أنهما يتماشيان مع اتجاهات التاريخ لا يقاومانها. قادت تلك النظرة العامة للتاريخ هودجسون إلى عدد من الاستنتاجات الأساسية عن التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، وعن المنهجية التي ينبغي للمؤرخين دراستهما بها. ومع أن كتابه هو ملخص رفيع للموروث الاستشراقي بأكمله، فهو من عدة جوانب أيضا محاولة لتحديد أوجه ضعف هذا الموروث وتصحيحها. وبينما كان كتاب «الاستشراق» نقدا للموروث من الخارج، فإن «مغامرة الإسلام» نقد له من الداخل.

شكل 5-1: مارشال هودجسون.

1

شكل 5-2: ابن خلدون.

2

هناك عدة طرق تنبأ بها هودجسون بانتقادات سعيد (وغريب أن كتاب «الاستشراق» لم يشر إلى كتاب هودجسون). على سبيل المثال، رفض هودجسون مرارا وتكرارا المناهج الجوهرية تجاه الإسلام، موضحا أن «كل جيل يتخذ قراراته». علاوة على ذلك، كان هودجسون منزعجا للغاية من المناهج أوروبية التركيز تجاه التاريخ الإسلامي، حتى إنه شرع في تطهير الحقل من المفاهيم والمصطلحات المستعارة من التاريخ الأوروبي. ولهذا الغرض صاغ مجموعة من الألفاظ الجديدة كي تحل محل الألفاظ التي اعتبرها مثقلة بالمعاني الثقافية، أو معيبة شوهت دراسة المجتمعات الإسلامية. فمصطلح «الشرق الأوسط» الذي يضع أوروبا في مركز العالم أصبح «المنطقة الممتدة من النيل إلى نهر أوكسوس»، و«الثورة الصناعية» أصبحت «التحول الغربي العظيم». وصحيح أن حلوله قد تكون غير متقنة وتصنيفاته مبهمة، لكن وكما يشير العنوان الفرعي للكتاب، كان الضمير والدقة (وليس التنميق) القوتين الموجهتين لمنهج هودجسون تجاه التاريخ الإسلامي. ومع أن التدقيق الإملائي المتاح على أجهزة الكمبيوتر يرفض كل تعبيراته الجديدة، كان الباحثون أكثر تقبلا لبعضها مثل مصطلح «إسلاماتية» في الإشارة لا إلى الإسلام بوصفه دينا بل إلى «العقدة الثقافية والاجتماعية المرتبطة تاريخيا بالإسلام والمسلمين».

بسبب منهج هودجسون الحساس تجاه دراسة المجتمعات الإسلامية وجهده في وضع التاريخ الإسلامي ضمن الصورة الكبيرة للتاريخ العالمي، توصل ألبرت حوراني (الذي توفي عام 1993) إلى أن «مارشال هودجسون أعطانا إطار عمل لفهم ربما لا يقل قيمة عن سلفه الجليل ابن خلدون».

الطبري وابن خلدون

كيف نظر المؤرخون المسلمون أنفسهم إلى التاريخ الإسلامي؟ إن عقد مقارنة موجزة بين حياة وأعمال كل من الطبري (838-923) وابن خلدون (1332-1406) - أهم المؤرخين المسلمين في رأيي - تمدنا بإجابتين مختلفتين تمام الاختلاف لهذا السؤال. في كثير من النواحي، تطرق الاثنان إلى التاريخ الإسلامي من طرفين متعارضين؛ فكان الطبري شرقيا (إيراني من مدينة آمل الواقعة جنوب بحر قزوين)، بينما كان ابن خلدون غربيا (عربي أندلسي ولد فيما يعرف الآن باسم تونس). عاش الأول وعمل في أوج الحضارة الإسلامية العربية، بينما عاش الثاني في إحدى فترات ركودها (إذ فرت أسرته إلى شمال أفريقيا أثناء حروب الاسترداد). وبينما كان الطبري منعزلا بوعي منه عن الأوساط الحكومية ومستقلا عن التأثير السياسي، قضى ابن خلدون الكثير من حياته في الكبر مستغرقا في الدسائس السياسية والخطط التي تخدم مصالحه الشخصية، وهو ما قربه من أشخاص مثل بيدرو ملك قشتالة (الملقب بالقاسي) وتيمور.

Page inconnue