Histoire économique mondiale : une très brève introduction
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Genres
نبيذ النخيل
93 زجاجة نصف جالون
تتطلب منتجات النخيل التي تباع 155 يوما من العمل.
حدت الكثافة المنخفضة للسكان وارتفاع تكاليف النقل من إمكانات التخصص في إنتاج سلع مصنعة تلبي احتياجات أسواق كبيرة. كانت هناك صناعة للحديد نشأت في منطقة غرب أفريقيا في حوالي عام 1200 قبل الميلاد، غير أن إجمالي الإنتاج كان منخفضا. كان القطن يزرع في منطقة السافانا وينسج ليصبح قماشا عن طريق أنوال يدوية. كانت صناعة القطن تتركز حول مدينة كانو، غير أن حجم الإنتاج - على غرار صناعة الحديد - كان منخفضا. وبدلا من شراء المنتجات المصنعة، كان معظم الناس يصنعون أدواتهم البسيطة وملابسهم المصنوعة من لحاء الأشجار بأنفسهم؛ ونتيجة لذلك، كانت مجموعة البضائع الاستهلاكية المتوافرة محدودة، وكان الناس يزرعون ما يكفي حاجتهم من الطعام فحسب؛ حيث لم يكن هناك شيء يحتاجون إلى شرائه بفائض الدخل. كانت الزراعة تستغرق جزءا من السنة فحسب، فيما كانوا يقضون باقي السنة في فراغ.
في ظل هذا النظام من الإنتاج، كان هناك نمطان مفضلان من السياسات؛ تمثل الأول في نظام الجماعة أو القبيلة التي تتألف من كونفدرالية من المزارعين في منطقة ما، وكانت الجماعة أو القبيلة تنظم عملية توزيع الأراضي وحل المنازعات حول سبل استخدامها، وكان أفراد القبيلة من الرجال يؤلفون جماعة مسلحة للدفاع عن الأراضي ضد الجماعات الأخرى، وكان قادة الجماعات أو القبائل هم «زعماءها»، وكانوا يحتلون مكانتهم من خلال المعتقدات الدينية، وكانت المساواة النسبية تغلب على هذا النظام السياسي.
كانت الزراعة المتنقلة تشمل سمة واحدة أدت إلى ظهور التنظيم الاجتماعي الهرمي، وكانت هذه السمة هي وقت الفراغ الكبير الذي يتمتع به المزارعون. فإذا ما أجبروا على العمل لأوقات أطول، كانوا سيزرعون المحاصيل التي تزيد عن حاجة الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وكان ذلك الفائض من شأنه أن يوفر الراحة التامة والدائمة للبعض، أو (على المستوى السياسي) لتوفير الغذاء للمؤسسة العسكرية. وهكذا، إغراء عدم العمل إطلاقا والقوة جعل من العبودية مسألة إجبارية، لكن تمثلت صعوبة ذلك في أن المساحات الخالية من الأراضي كانت توفر للعبيد الفرصة للهرب وإطعام أنفسهم. وتقدم الكونجو تحت الاحتلال الفرنسي أمثلة خلال القرن العشرين؛ إذ كان سكان القرى يهربون إلى الغابات المحيطة ويعيشون لسنوات معتمدين في غذائهم على الصيد لتفادي التجنيد العسكري أو العمالة القسرية في مزارع المطاط. تغلب الزعماء الأفارقة على ذلك الخيار من خلال الإغارة على المناطق المجاورة لجلب العبيد، بحيث لا يفهم العبيد من هذه المناطق اللغة المحلية، ولا يعرفون سبل المعيشة في البيئة المحلية الجديدة، ولكن بطبيعة الحال، كان أبناء هؤلاء العبيد يتعلمون الحياة في البيئة الجديدة؛ لذا لم تدم العبودية عادة لأكثر من جيل واحد، وكان أبناء العبيد يعترف بهم كأفراد في القبيلة. لقد كانت العبودية شائعة في أفريقيا قبل وصول الأوروبيين، بل وكانت الأساس الذي قامت عليه الكثير من الدول فيها.
بينما كانت هناك دول في أفريقيا، إلا أنها كانت تختلف عن الدول في الاقتصادات الزراعية المتقدمة. كانت الدول الزراعية توفر مصادر للتمويل من خلال فرض الضرائب على الأراضي، أو تأجير أملاك الدولة . كان ذلك غير ممكن في أفريقيا؛ حيث كانت الأراضي متوفرة بكثرة جعلتها عديمة القيمة؛ ونتيجة لذلك، افتقرت الدول الأفريقية إلى المؤسسات القانونية والثقافية التي استخدمتها المجتمعات الزراعية المتقدمة لتنظيم الملكية الخاصة؛ مثل عمليات مسح الأراضي وعلم الحساب والهندسة والكتابة. أما الاستثناءات التي تثبت القاعدة، فتتمثل في إمبراطوريات غرب أفريقيا في مناطق السافانا مثل غانا ومالي وصنغاي؛ إذ كانت الأراضي الزراعية تخضع للملكية الجماعية وكانت العبودية منتشرة. وعلى أية حال، كانت عائدات الدولة تأتي بصورة أساسية من خلال فرض الضرائب على التجارة العابرة لمنطقة الصحراء الكبرى وإنتاج الذهب (وليس الزراعة). وصار الإسلام الدين الرسمي لهذه الإمبراطوريات، وساهم في إدخال الكتابة وقوانين الملكية لحل المشكلات الإدارية التي يواجهونها.
تجارة العبيد
أدى وصول الأوربيين إلى تحولات هائلة في المجتمعات التي كانت تمارس الزراعة المتنقلة؛ إذ أدخل الأوروبيون مجموعة من السلع أكبر بكثير مما كان لدى السكان الأصليين. لم يستغرق الأمر طويلا حتى يدرك السكان الأصليون في الأمريكتين أو في بولينيزيا أو أفريقيا أن القطن يصنع منه ملابس أفضل من الملابس التي تصنع من لحاء الأشجار، أو أن البنادق كانت أكثر فتكا من الرماح. وفي عام 1895، شقت ماري كينجسلي طريقها عبر الجابون في رحلة شاقة، وأشارت إلى أن معظم الأفارقة:
شبابا كانوا أو كبارا، رجالا أو نساء، يعتبرون التجارة أهم شئون الحياة، ويمارسونها بمجرد قدرتهم على السير، ولا يدعونها حتى بعد موتهم، وذلك وفق رواياتهم عن ظهور أرواح التجار البارعين وتدخلها في أمور السوق.
Page inconnue