Histoire de l'Afrique et du Maroc
تاريخ أفريقية والمغرب
Genres
الفارسى، وكان صاحب ابن الجارود، فابتدأه يقطين بالإيمان التى وثق بها ليقين له بما يضمن فإن هو لم يقبل ما عرض عليه لا يخبرن به أحدا أبدا، فلما سمع ذلك ابن الفارس قال: «أعرض مل شئت» قال: «على قيادة ألف فارس وصلة وقطيعة فى أى المواضع شئت، وأما الذى لنا عليك فتعلم رأى ابن الجارود إن كان يسلم إلى أمير المؤمنين، فإن فعل وإلا زينت له الخروج إلى العلاء، ثم دعوت الناس إلى الخروج عليه وخرجت معك، فهو آية الظفر، وتنال ما ذكرت لك مع رضا أمير المؤمنين، وشكره»، فسعى ابن الفارسى فى ... ابن الجارود ودعا أهل خراسان إلى ذلك ورغبهم فى الطاعة واستمال قلوبهم حتى ساعدوه وسمع ما كان يحب الطاعة والخلاف على ابن الجارود، فأسرعوا إليه وبعث إلى من كان محبوسا فى السجن من القواد ومن كان مختفيا من ابن الجارود، فأخرجهم وواعدهم أن يجتمعوا له بباب أبى الربيع، ثم خرج فيمن معه وقام خطيبا، فذكر الطاعة ... وحذر المعصية وعاقبتها، وذكر نعمه على ابن الجارود.
وبلغ ابن الجارود خروج ابن الفارسى فوجه إلى أبى النهار وأبى العنبر والعباس اللطيفى فقال لهم: إن ابن الفارسى قد خرج فى القواد وأهل القيروان معه، وقد سار إليه شيبة بن حسان، والجنيد بن سيار، والنضير بت حفص وغيرهم، فما ذا ترون؟ فقال أبو العنبر له: «لو كان ابن الفارسى حين خرج عليك مضى إلى العلاء ومن معه كان فى ذلك نصرة للقوم بنا، فأما إذا أراد الانفراد بالأمر دون العلاء فعاجله» وقال أيضا عباس ابن اللطيفى: «إن ابن الفارسى لم يخرج حتى صانعه يقطين وليس له علم بالعرب فأسبقه إلى نفسه قبل أن يسير إلى العلاء»، فقال ابن الجارود: «أصبتما ولاحتالن عليه بحيلة تحمد أن رأيى فيها إن شاء الله» ثم قال لرجل من أصحابه، يقال له طالب: «اعمل بما أقول لك: أنا أدعوه إذا تواقفنا كأنى أريد أن أعاتبه وأطلب رجعته فانتبذ أنت كأنك تريد أن تقف من العسكر موضعا غير الذى كنت فيه، ثم أدن فعارضنا حتى إذا علمت أنك قد صببت فرسك ولم يفتك، فشد عليه، فإنك إن قتلته لم يقف لنا منهم رجل»، ثم إن عبد الله تهيأ فى أصحابه وخرج، فلما تواقفا ناداه ابن الجارود فقال: «اخرج إلى حتى لا
Page 121