ومن كهلان مراد الذين منهم قاتل سيدنا علي بن أبى طالب. وأنمار، ومن أنمار تتفرع بطون كثيرة مثل بجيلة، وخثعم، وهم متفرقون في البلاد. ومن كهلان جذام، وقيل إنهم من العدنانية، ولكنهم انتقلوا إلى اليمن. وكثير من أعقاب جذام في الديار المصرية في الصعيد، وفى الشرقية، والدقهلية. ومنهم بنو صخر في الشام، ومن كهلان لخم، وكان منهم ملوك الحيرة من بلاد العراق، وكان منهم بنو عباد ملوك أشبيلية. ومن لخم أمراء لبنان الأرسلانيون، والتنوخيون، وهؤلاء على الأصح ليسوا من التنوخيين سكان شمالي سورية، بل هم ينتسبون إلى جد يقال له تنوخ من سلالة اللخميين ملوك الحيرة. ومن لخم بطون كثيرة في الديار المصرية ومن لخم بنو الدار رهط تميم الداري الصحابي، وذريته في خليل الرحمن بفلسطين ومن كهلان الأشعريون رهط أبي موسى الأشعري الصحابي. وعاملة، ومن عاملة أهالي جبل عاملة بالشام بين صور وصيدا، وهم شيعة الشام، إلا أن رؤساءهم بني على الصغير ينتمون إلى وائل كما علمت منهم.
وأما العدنانية فهم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وتواريخ العرب تتفق على أن هؤلاء يقال لهم العرب المستعربة، وأن القحطانية هم العرب العاربة، ولكن في مسألة القحطانية يوجد خلاف؛ لأن بعضهم زعم أن العرب العاربة ليسوا قحطان ولكن الذين قبلهم ممن يقال لهم العرب البائدة؛ عاد وثمود وغمليق وطسم إلخ. والرأي الذي عليه الجمهور أن العرب العاربة هم القحطانية، وأن العرب المستعربة هم العدنانية، وهؤلاء العدنانية هم سلالة إسماعيل بن إبراهيم تعلموا العربية من جرهم الذين هم من القحطانية، جاءوا إلى مكة وأقاموا بها واختلطوا بذرية إسماعيل.
والعدنانية هم نزار بن معد بن عدنان. ومنهم إياد الذين ينسب إليهم قس بن ساعدة. ومنهم بنو أنمار بن نزار. ومنهم ربيعة ويعرف بربيعة الفرس، ومن ربيعة أسد وضبيعة وديارهم بالجزيرة الفراتية تعرف بديار ربيعة، وفى نجد كثير من ربيعة الفرس، وأسد أكثرهم أفخاذا. ومن أسد بنو عنزة، وكانت منازلهم خيبر من ضواحي المدينة. ثم رحل قسم كبير منهم إلى بادية الشام، وهم أكثر عرب هذه البادية، فمنهم الرولة، وولد علي، والمعجل، والحسنة، ويقال هؤلاء ضنى مسلم ثم السبعة، والقدعان، ويقال لهم ضنى عبيد. وآل سعود الذين منهم ملك الحجاز ونجد عبد العزيز بن سعود في هذا العصر ليسوا من عنزة، ولكنهم مجتمعون مع عنزة في ربيعة. ومن ربيعة جديلة، وكانت ديارهم بتهامة. ثم خرجوا إلى البحرين ومنهم فريق في الجزيرة الفراتية، ومن جديلة بنو وائل، ولوائل بكر وتغلب، ومن تغلب بن وائل كليب الذي قتله جساس واشتعلت لأجله الحرب المعروفة بالبسوس.
وكان الحمدانيون ملوك حلب قديما من تغلب، وكان من تغلب نصارى كما كان من غسان، ولما ظهر الإسلام أسلم منهم أناس، وبقي الآخرون متمسكين بنصرانيتهم وأبوا أن يدفعوا الجزية كسائر النصارى بحجة أنهم عرب، وأصر سيدنا عمر على أخذها منهم، وكان سيدنا علي فكر في منعهم من تنصير أولادهم وذلك حتى ينشأ أحداثهم في الإسلام. ولهم حكم خاص في الفقه الإسلامى، واختلفت في شأنهم الأقوال، وجاء في فتوح البلدان للبلاذري عن ابن عباس قال: لا تؤكل ذبائح نصارى بني تغلب، ولا تنكح نساؤهم، ليسوا منا ولا من أهل الكتاب وتظاهرت الروايات على أنه لما أراد عمر أخذ الجزية منهم لحقوا بأرض الروم، فقال زرعة بن النعمان لعمر: أنشدك الله في بني تغلب فإنهم قوم من العرب يأنفون من الجزية، وهم قوم شديدة نكايتهم، فأرسل عمر في طلبهم فردهم، وأضعف عليهم الصدقة. وكتب عمير بن سعد إلى عمر يسأله رأيه فيهم لأنهم هموا باللحاق بمملكة الروم، فكتب إليه عمر رضي الله عنه يأمره أن يضعف عليهم الصدقة التي تؤخذ من المسلمين في كل سائمة وأرض، وإن أبوا ذلك حاربهم حتى يبيدهم أو يسلموا ، فقبلوا أن يؤخذ منهم ضعف الصدقة، وقالوا: «أما إذا لم تكن جزية كجزية الأعلاج فإنا نرضى ونحفظ ديننا.»
وقال الزهري: «ليس في مواشي أهل الكتاب صدقة إلا نصارى العرب الذين عامة أموالهم المواشي، فإن عليهم ضعف ما على المسلمين. وكان عثمان رضي الله عنه أمر أن لا يقبل من بني تغلب في الجزية إلا الذهب والفضة، فجاءه الثبت أن عمرا أخذ منهم ضعف الصدقة فرجع عن ذلك، واتفقوا على أن سبيل ما يؤخذ من أموال بني تغلب سبيل مال الخراج، لأنه بدل من الجزية. وبالاختصار أبت بهم عروبتهم أن يؤدوا كنصارى الأعاجم، وأبى الخلفاء الراشدون أن يعاملوهم معاملة المسلمين فوجدوا لذلك طريقا وسطا.
ومن بني تغلب الأخطل التغلبي الشاعر النصراني المشهور وهم كثيرون في نجد.
وأما بكر بن وائل فمنهم شيبان. ومنهم بنو حنيفة رهط مسيلمة الكذاب، وأكثر سكان الرياض عاصمة نجد اليوم من بني حنيفة، ومن بكر بنو عجل بن لجيم.
وأما القسم الثاني من العدنانية فهم سلالة مضر بن نزار، ويقال مضر الحمراء ولذلك تجتمع عدنان كلها في ربيعة ومضر.
ولمضر فرع جمع عدة قبائل وهو قيس، ويقال له قيس بن عيلان بن مضر وقيل هو قيس بن مضر لصلبه وعيلان مضاف إليه، قيل فرسه وقيل كلبه. ولكثرة بطون قيس غلب على سائر العدنانية، حتى صار في مقابل اليمن كلها، فصاروا يقولون قيس ويمن، وفى جميع الديار الشامية انقسم العرب إلى قيس ويمن، وكانت حروب القيسية واليمنية في لبنان متصلة وانتهت بواقعة عين دارة منذ 225 سنة. وأما في فلسطين فلا تزال هذه القسمة موجودة. وأما في الأندلس فكانوا يقولون المضرية واليمنية، ومن أشهر قبائل قيس هوازن، وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، ويقال لهوازن اليوم عتيبة. وهم من أكبر قبائل العرب منهم أناس في الحجاز وآخرون في نجد. وينقسمون اليوم إلى فرعين؛ الروقة، والبرقة، وبعضهم يرى أن أحد الفريقين وهو البرقة من عامر بن صعصعة. ومن هوازن بنو سعد الذين كان النبي
صلى الله عليه وسلم
Page inconnue