Histoire d'Ibn Khaldoun

Chekib Arslan d. 1368 AH
120

Histoire d'Ibn Khaldoun

تاريخ ابن خلدون

Genres

ومنهم محيي الدين بن العرجون وكان حسن الصوت عارفا بالقراءات، وتولى الخطبة بجامع أيا صوفيا.

ومنهم المولى بير محمد، كان ماهرا بالقرآن، وصار خطيبا بجامع السلطان بايزيد بالقسطنطينية.

ومنهم الحكيم سنان الدين يوسف، ومهر في الطب ونصب طبيبا في مارستان أدرن ثم مارستان القسطنطينية، ثم صار طبيا للسلطان سليم خان «الثاني» وهو بعد أمير على طرابزان، ولما تولى السلطنة جعله طبيبا لدار السلطنة ثم جعله السلطان سليمان رئيسا للأطباء، وبقي على ذلك إلى أن توفي سنة إحدى وخمسين وتسع مئة، قال صاحب الشقائق: وسألته عن مدة عمره قبيل موته بشهر أو بشهرين فأخبر أن سنه مئة أو أكثر بسنتين، ومع ذلك لم يتغير عقله، إلا أنه ظهر في يديه رعشة، فسألته عن ذلك فقال: إنها من ضعف الدماغ. فتعجبت من إخباره عن ضعف الدماغ مع ما له من كمال الإدراك والفهم، وكان طبيبا مباركا، وله احتياط عظيم في معالجاته لقوة صلاحه وكان لا يذكر أحدا بسوء.

ومنهم الحكيم عيسى كان طبيبا لمارستان أدرنة ثم صار طبيبا بدار السلطنة وكان متصفا بكرم الأخلاق مملوءا بالخير من فرقه إلى قدمه.

ومنهم الطبيب عثمان أصله من العجم جاء في زمان السلطان سليم إلى بلاد الروم وصار طبيبا بدار السلطنة وكان خيرا صالحا.

ومنهم يحيى شلبي المعروف ب«أمين زاده» كان أبوه من أمراء الدولة العثمانية، وغلب عليه حب الكمال، واشتغل بالعلم وكان صاحب كمال وجمال، وقرأ على المولى كمال باشا زاده، وعلى المولى شلبي الجمالي، ثم صار معيدا لدرسه ثم صار مدرسا، وأخذ يتنقل في المدارس الشهيرة، ثم صار قاضيا ببغداد ثم صار مدرسا بدار الحديث التي بناها السلطان سليمان بالقسطنطينية، وكان أبعد الناس عن ذكر مساوئ الناس، قال صاحب الشقائق: ولم يسمع منه كلمة فيها رائحة الكذب أصلا ولا كلمة فحش وكان ماهرا في العلوم الأدبية وفي التاريخ والمحاضرة .

ومنهم عبد الكريم القادري الملقب ب«مفتي شيخ» كان متصوفا، جلس في زاوية آيا صوفيا الصغيرة بالقسطنطينية، واشتغل بالإرشاد ونصبه السلطان سليمان مفتيا وظهرت مهارته في الفقه، وكان إذا قعد في الخلوة الأربعينية يرتاض رياضة قوية ويحفر في الأرض كالقبر ويقعد في تللك الحفر، وربما تتعطل حواسه من شدة رياضته، وبعد تمام الأربعين يخرج إلى الناس ويعظهم إلى وقت الخلوة من السنة القابلة، وكان متواضعا خاشعا، يستوي عنده الكبير والصغير.

ومنهم الشيخ محمود شلبي، انتسب إلى العارف بالله السيد أحمد البخاري وتزوج بابنته، وبعد موته قام مقامه، قال صاحب الشقائق: وكنت لا أقدر على النظر إلى وجهه الكريم لانعكاس حياته إلي، وكان يقرأ عنده كتاب المثنوي يؤوله على طريقة الصوفية.

ومنهم الشيخ ييري خليفة الحميدي، وكان من أتباع السيد البخاري زاهدا عابدا منقطعا عن الناس.

ومنهم حاجي خليفة المنشوي كان من طلبة العلم ثم انتسب إلى خدمة الشيخ محمود شلبي الذي ذكرناه، وحصل عنده التصوف وأكمله وأجاز به بالإرشاد، وكانت له كلمات مؤثرة في القلوب، وكل من جالسه يمتلئ قلبه خشية، ومات وهو مجاور بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التحية.

Page inconnue