Histoire du mouvement national en Egypte ancienne : de l'aube de l'histoire à la conquête arabe

Abdul Rahman Al-Rafie d. 1386 AH
158

Histoire du mouvement national en Egypte ancienne : de l'aube de l'histoire à la conquête arabe

تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي

Genres

13

وكان الاحتكار الملكي، علاوة على الأراضي، يشمل المناجم والمحاجر والملح والنطرون والجعة والشبة والزيت ومصايد الأسماك ودبغ الجلود والورق والبخور والروائح والحمامات، والمصارف (والبنوك) ومنسوجات التيل والصوف والقنب، وبالنسبة للمصري لم تكن له أية حرية اقتصادية.

وكان الملك البطلمي يعتبر مصر ضيعة له، ووزير ماليته مدير الضيعة.

وحرص البطالمة على أن يصيغوا هذه الفكرة في عبارات واضحة، وأن يبثوا فيها القوة نتيجة اتفاق، زعموا أنه عقد بين آلهة مصر ومؤسس أسرة البطالمة؛ فإن نقشا هيروغليفيا على جدران معبد «إدفو» يروي كيف أن الأراضي المنزرعة في كل أنحاء مصر من إلفتين (أسوان) حتى البحر، قد أهداها الإله حوروس إلى ابنه الملك حوروس الحي (بطليموس)، ومعها وثائق الملكية وسجل وصفي للممتلكات وعقود الاستيلاء عليها، وقد خطها جميعا بيده الإله توت المسجل السماوي.

14

واحتكر المقدونيون واليونانيون المناصب الممتازة في الريف والحضر، ولا غرو فالأسرة المالكة الأجنبية في بلاد يحكمها جهاز من الموظفين لا تشعر بالاستقرار والطمأنينة، إلا إذا استندت إلى مجموعة من الموظفين الأجانب.

15

يقول «هارولد بل»

Harold I. Bell

في هذا الصدد: «إن المصريين الذين رحبوا بالأمس بمقدم الإسكندر واعتبروه مخلصا لهم، كان لهم بعض العذر فيما خامرهم من شعور، بأنهم في عهد البطالمة إنما كانوا يعاملون في الواقع على أساس أنهم شعب ذليل مقهور، وكان شعورهم بتلك المذلة والمنزلة الدنيا قد تأكد لديهم بما كانوا عليه من عدم المساواة من الناحيتين: الاجتماعية والاقتصادية، وكان بعض الكهنة من ذوي المراتب السامية، ونفر قليل من أفراد المصريين الذين تولوا وظائف هامة في السلك الإداري، يؤلفون نوعا من الأرستقراطية الوطنية، ولكن الغالبية العظمى من المصريين كانوا ينتمون إلى طبقة منزلتها في المجتمع أدنى من منزلة المستوطنين من اليونانيين في مصر. فكان من المصريين من اتخذوا الحرف والصناعات مهنة لهم، ومنهم من استأجر الأراضي الملكية، ولو أن بعضهم تسلم حصصا من الأراضي، أو استحوذ على قدر من الأرض الخاصة، فإن حصصهم وأنصبتهم كانت في العادة أقل من مثيلاتها لدى اليونانيين، وفي الحق أنهم كانوا بوجه عام فئة المستأجرين والمستخدمين فهم الأداة المنفذة والطبقة الكادحة والعاملة باليد، وتقابلها من الناحية الأخرى طبقة بيدها السلطة الإدارية ولها الهيمنة والنفوذ، ولا ريب أن المصريين كانوا يشعرون بما هم عليه من منزلة دنيا، وكثيرون منهم كانوا يقابلون ما يعدونه من قبيل احتكار اليونانيين لشأنهم بالعدوان والنفور.»

Page inconnue