Histoire des raids arabes en France, en Suisse, en Italie et dans les îles de la Méditerranée
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
وقالوا: إن العرب هم الذين أصلحوا جنس الخيل في فرنسة، وذلك أنهم كانوا يأتون على سفنهم بالجياد العراب ليتسنى لهم عليها بث الغارات في داخل البلاد، فبقي جنسها في فرنسة من ذلك الوقت والآن يوجد صنف من الخيل في مقاطعة كامرغ
Camergue
متولد من ازدواج الخيل الأندلسية بخيول تلك المقاطعة.
ومما يظنه الناس من بقايا عادات العرب نوع الرقص الذي يطلع عليه الإنسان في جنوبي فرنسة وهو يختلف باختلاف الأماكن، فمنه زفن يقع في الليالي يرقص فيه الشاب بين فتاتين، وفي أثناء رقصه يقدم فاكهة تارة إلى هذه وطورا إلى تلك، ومنه ما يقف فيه الراقصون خطا، بإزاء الراقصات خطا، ثم يشتبك الخطان أحدهما بالآخر والشخص الذي يكون على رأس كل من الخطين يعمل إشارات يقتدي بها الآخرون، وهناك رقص عسكري يرقص فيه اثنان كل منهما متقلد سيفا يحاول أن يصيب به الآخر أشبه بالأقران في ساحة القتال إذا أرادوا أن يهاجموا أو يدافعوا.
أما وجود أناس في فرنسة نقدر أن نحكم عليهم حكما باتا بأنهم من أصل عربي فغير محقق، قيل لنا: إن قوما يسكنون على ضفاف نهر الصاوون، بين ماصون وليون، لا سيما على الضفة الشمالية أنهم من بقايا شرذمة من العسكر العربي انقطعت عن مجموع الجيش في أيام شارل مارتل وقالوا: إن لهؤلاء عادات خاصة وألفاظا خاصة قد تكون باقية من اللغة العربية ولكن شيئا من هذا لم يتحقق، لا سيما أن تلك الألفاظ هي في الحقيقة مشتقة من اللاتينية، أو باقية من الإفرنسي القديم وأن البلاد الواقعة بقرب ماصون لم ينزل بها عرب بل كانت ملجأ لمن فروا من وجه العرب، وكذلك قيل: إن جماعة من سكان البلاد المجاورة لجبال البيرانه، يقال لهم: كاغوت، هم من أصل عربي. ولكن لم يثبت شيء من هذا، بل الأرجح أن هذا الجيل من الناس هو من جملة الأجيال الغريبة المنتشرة في بريطانية وأوفرنيه باسم كاكو وكابوت وما أشبه ذلك.
ثم إنه كما لا يخفى في زمن الملك هنري الرابع هاجر من إسبانية إلى فرنسة عدد كبير، نحو من مائة وخمسين ألف نسمة من مسلمي الأندلس، فرارا من تضييق فليب الثالث ملك إسبانية الذي منع أن يجتمع في جزيرة الأندلس دينان، وأجبر بقية المسلمين فيها على التنصر بالنار والسيف، ولما وجد أن الكثرين منهم لا يزالون مسلمين باطنا، وأن لهم علاقات بالدولة العثمانية التي كانت في ذلك العصر ذات صولة عظيمة، أجمع أخيرا على طردهم من بلاده، فجاءوا إلى فرنسة ولكنهم لم يكونوا في فرنسة إلا عابري سبيل؛ لأنهم أبحروا من سواحل فرنسة إلى إفريقية والبلاد العثمانية ومن بقي منهم في فرنسة تنصر واندمج في مجموع الأمة كما أشار إلى ذلك شينيه
Chenier
في كتابه المباحث التاريخية عن المغاربة.
18
أما تأثير الأدب العربي في آداب لغات الأمم الساكنة في جنوبي أوربة، فقد قيل فيه: إنه وقع في لغة الأوك
Page inconnue