Histoire des raids arabes en France, en Suisse, en Italie et dans les îles de la Méditerranée
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
10
وقسم من مقاطعة «بروفانس»
11
وكانت الفوضى قد وقعت في الحكومة والمجتمع، فلذلك لم تأتنا إلا معلومات ضئيلة عن ذلك العهد، ولم تبدأ الأخبار التاريخية تنجلي إلا في أيام «ببين» ابن «شارل مارتل» وفي أيام «شارلمان» بن «ببين»، ولكن في ذلك الوقت كان المسلمون قد نكصوا إلى الوراء، ثم عاد جو فرنسة فاربد ثانية في زمان أولاد لويس الحليم “Le Débonnaire”
وجدد العرب غاراتهم على فرنسة أيام كان النورمنديون من جهة، والمجار من جهة أخرى يشنون مثلها ويعيثون في الأرض مفسدين.
ولا نقدر أن نقول: إن تواريخ العرب عن تلك الحوادث كانت مستوفية الشروط، فإن المؤلفين الذين كتبوا عنها جاءوا بعدها بزمن فلم يعاصروها، إلا أن يكون ثمة مؤرخون لم تصل إلينا كتبهم، فقد ذكر العرب أن لموسى بن نصير تاريخا ألفه حفيده، وإن لأحد الشعراء قصيدة في تاريخ طارق بن زياد نظمها بعد عهده بقرنين، ولكن هذه الكتب التي كتبت بعد الحوادث بمدة غير قصيرة لم تكن مستوفية شروط التحقيق، وأكثر الأحيان يروي أصحابها روايات شفهية عن أفواه الرواة
12
وغير خاف أن العرب كانوا في ذلك الدور، دور الحماسة والمجد، لا يفكرون إلا في إعلاء شأن دينهم، فكان لا يهمهم شيء بقدر الشعر والضرب في أودية الخيال.
إذن حكاية العرب لوقائع غارات العرب على فرنسة كانت متأخرة عن زمن حدوثها في القرن التاسع المسيحي، كما أن منها ما لم يتعرض العرب للبحث عنه أصلا.
ولقد كان في أيدي العرب وسائل لمعرفة أحوال فرنسة الداخلية وما جاورها؛ لأنهم عدا احتلالهم مدة مديدة جانبا منها كانت صلاتهم مع هذه البلاد مستمرة، وكانت السفراء تختلف بين الفريقين الفينة بعد الفينة، فقد ذكر المسعودي أنه في نواحي سنة 939 مسيحية توجه إلى قرطبة مطران جيرون من كتالونية وكان اسمه «غودمار»
Page inconnue