Histoire de l'art et des images célèbres
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Genres
وأحسن رسومه صورته التي رسمها بنفسه، وفيها من السذاجة المقرونة إلى الكرامة ما يجعل الإنسان يقف متأملا في هذا الوجه الجميل. وكذلك له رسوم أخرى ما زالت باقية مثل «آدم» و«حواء» و«صلب المسيح».
وفي سنة 1518 استدعاه الإمبراطور مكسيمليان إلى أوجزبرج فرسمه هو وحاشيته. وقد أعلن لوثر المبادئ البروتستينية في حياته، ولكنه بقي محايدا. وهذا هو السبب في أن الإمبراطور مكسيميليان لم يجد ما يمنعه من أن يبعث في طلبه. ويبدو من أخلاقه وأعماله بعد ذلك أنه كان بروتستنتيا.
أما الرجل الثاني فهو «هولبين» الذي ولد سنة 1497 ومات سنة 1543. ولما مات دورير 1528 كان هولبين شابا لا يزيد عمره عن 31 سنة يرسم في لندن، ولكنهما يختلفان كثيرا. فإن دورير قديم ليست فيه تلك الروح الجديدة التي كانت تضطرم في صدر هولبين. وهذه الروح الجديدة هي الطباعة الجديدة، واكتشاف أميركا، وذلك الشك العلمي الجديد الذي أخذ مكان العقائد القديمة.
وقد نشأ هولبين في أسرة تتشغل بالرسم ولكن لم يشتهر فيها أحد. وهناك من يقول إنه زار إيطاليا، وليس هناك ما يدل على ذلك في تاريخه. والمعروف عنه أنه نزل في بازل ولوسيرن. قال السير أوربن:
وقد كان أستاذا في فنه إلا أنه كان من طراز آخر غير طراز دورير، فكان يحترف الرسم ويبغي إتمام عمله اليومي على أكمل وجه، ولكنه لم يحاول أن يوضح للناس كيف يجب أن يعيشوا أو أن ينفذوا إلى خفايا الحياة. وكان قانعا بأن يرسم ما يراه فينقله نقلا صادقا رائعا، إلا أنه كان حكيما يعيش في عصر الخداع والغش، فكان يحجم عن أن ينفذ إلى ما تحت السطح. فهو إذا رسم رجلا مثل يعقوب ماير قنع بوصف أخلاقه، ولكن دورير يحاول أن يطلعك على نفسه.
ولما رأى هولبين أن النهضة البروتستنتية تحول دون رواج الرسم شرع يرسم قصصا غير دينية مثل أمثولة «رقص الموت».
وفي سنة 1526 رحل إلى إنجلترا بدعوة من السير توماس مور صاحب الكتاب عن «الطوبى» وهناك رسمه هو وأسرته. ثم اتصل بالجالية الألمانية في لندن ورسم بعض الأشخاص، فأقبلوا عليه وربح منهم أموالا غير قليلة. ثم طمع أن يبلغ الملك هنري الثامن، وكان يعتقد أن السير توماس مور يكون الوسيلة إلى ذلك. ولكن الملك غضب على السير توماس لأنه رفض أن يوافق على طلاقه لامرأته، فتوسل إلى الملك برسم بازداره روبت تشزمان، وعرف الملك بعد ذلك فقبل رسمه. وكان في أثناء إقامته في إنجلترا يتردد على بازل ويرسم صور الأمراء والأعيان في أوروبا. «وكما لم يكن لدورير وهولبين سلف عظيم، كذلك لم يكن لهما خلف عظيم، واحتاجت أوروبا أن تنتظر أربعا وثلاثين سنة قبل ميلاد رسام عظيم خارج إيطاليا وذلك هو: روبنز».
الفصل الحادي عشر
المدرسة الفلمنكية
روبنز. فانديك
Page inconnue