يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) أو لوصف العمل بصفة محبوبة للمكلف ، كما في قوله : ( ولكن البر من اتقى ) ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) الى غير ذلك من الأساليب المختلفة حسب المناسبات والدواعي ، ومقتضيات الأحوال.
وكما اختلفت صيغ الطلب واساليبه ، كذلك اختلفت الصيغ التي وردت لغرض ترك الأفعال بعد ان رأى الشارع الخير في تركها لأنها لا تعود على الفرد والجماعة بالمصلحة في دينهم ودنياهم ، فقد ورد طلب الكف عن الفعل بصريح النهي ، كما في قوله : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) (1) وقوله : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ) فالنهي في هاتين الآيتين جاء بمادته ولكن كان بلسان الأخبار في مقام الطلب.
وجاء بلسان التحريم في قوله سبحانه : ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) (2)، وقوله تعالى : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ) (3) كما جاءت في القرآن الكريم آيات ، لسانها عدم أحلية الفعل ، والمقصود منها التحريم من إطلاق اللازم وارادة الملزوم لأن عدم حلية الشيء تلازم حرمته.
قال سبحانه : ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا )،
Page 31