وحلت الشريعة في صدورهم ، وكانت شريعتهم في الجاهلية أن المرأة إذا زنت حبست في بيت وأقيم بأودها حتى يأتيها الموت. وإذا زنى الرجل نفوه عن مجالسهم وشتموه وآذوه وعيروه ، ولم يكونوا يعرفون غير هذا.
قال الله سبحانه : ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ، فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ، والذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما ).
فلما كثر المسلمون وقوي الإسلام واستوحشوا أمور الجاهلية أنزل الله تعالى : ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ). فكانت هذه الآية ناسخة لآية الحبس والأذى. وقد اشتمل الحديث على موارد النسخ في القرآن الكريم ، كما اشتمل على كل واحد من الأنواع الستين (1).
وفي أحاديث أهل البيت الكثيرة ما يؤكد ان أول من جمع القرآن مرتبا حسب نزوله علي (ع). وفي بعضها انه قد فسر آياته وأوضح مشكلاته.
وقد روى جماعة من محدثي أهل السنة انه أول من جمع القرآن بعد وفاة الرسول ، كما ذكر جماعة من محدثي أهل السنة ان الذي تولى جمعه بعد وفاة الرسول زيد بن ثابت. قال الشيخ محمد الخضري : ان عمر بن الخطاب أشار على ابي بكر بجمع القرآن مخافة ضياعه ، لأن
Page 141