Histoire de la pensée arabe
تاريخ الفكر العربي
Genres
Dr.
وطبع في إكسفورد سنة 1663. وظهر جزء من المتن العربي مع ترجمته اللاتينية بعناية الأستاذين برونس وكيرش
Brons and Kirsche
مطبوعا في ليبزج سنة 1788.
وقد اعتبر «أبو الفرج» من الثقات في السريانية وعلومها وترجماتها ، وظل له الخطر الأكبر في نظر طلاب العلم زمانا طويلا، في حين أنه لم يتعد - كما يؤخذ من تاريخه الذي حققه المستشرقون - حد الجمع عمن سبقه من الكتاب والفلاسفة في موسوعة تضمنت أبحاثهم.
كانت الجامعات السريانية التي دانت بالمسيحية بيئة طيبة انتعشت فيها الفلسفة اليونانية والعلم اليوناني، ومن ثم انتقل كلاهما إلى العرب، على أنه لم تنم بين السريان روح الابتكار والاستقلال في الرأي العلمي، حتى إن الكتب التي ترجمت إلى السريانية، كانت قد خرجت من يد اليونان أنفسهم من قبل أن تنتقل إلى السريان، وكان المعتقد الثابت عندهم أن أساس العلوم الإنسانية هو منطق أرسطوطاليس. أما ما بقي مما درس أو كتب المعلم الأول فيجب على معتقدهم أن يفسر على قواعد «الأفلاطونية الجديدة» ومن علق عليها. أما في الطب والكيمياء فإن برنامج مدرسة الإسكندرية فيهما كان معتبرا أرقى ما يصل إليه التثقيف في هذين العلمين، على أن هذا الأمر لو اقتصر على ما نقل عن جالينوس وأبقراط، وعلى تعاليم «بولس الأجانيطي» في طب التوليد لكان خيرا للناس، لولا أن امتزج بتلك العلوم قسط من الباطنية
Mysticism
كان ذائعا في مدرسة الإسكندرية، وكان قوامه علم التنجيم «الإسترلوغيا»، فتمازج العلم بالأساطير، وشاعت فكرة أن بعض العقاقير الطبية لا تفيد فائدتها المرجوة، إلا عند مرور نجم من النجوم السيارة، وما يجري ذلك المجرى من الفكرات الخيالية التي صبغت الطب في الإسكندرية، ومن بعد عند العرب، بصبغة من السحر والشعوذة عاقت خطاه دون الانبعاث في سبيل التقدم والرقي أزمانا متعاقبة.
ولا سبيل إلى القول بأن علم العرب في الطب والكيمياء كان عبارة عن تدجيل صرف، كما يقول بعض الذين لم يتجشموا مئونة البحث والتحقيق، ففي العربية مؤلفات قيمة خدمت هذين العلمين أجل الخدمات وأكبرها شأنا؛ ولو أن الجمود الفلسفي الذي شاع في مصر كان في الغالب السبب في صد تيار للتقدم فيهما وعاق خطى الباحثين دون الابتكار طويلا. •••
من هنا نعتقد أن اللاهوت والفلسفة والعلم في الإسلام لم يغرس إلا في أرض شبعت من قبل بالثقافة اليونانية على اختلاف ضروبها وتباين ألوانها، أما السبيل التي خطت فيها الثقافة اليونانية إلى العرب فذات خمس مفاوز :
Page inconnue