انتهى كلام البغدادي.
نبذة من تاريخ الجبرتي عن حادثة مهمة
الجبرتي هو العالم الفاضل الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، سمى تاريخه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، توفي في القرن الثالث عشر من الهجرة، قال في حوادث سنة 1217 هجرية ما نصه:
وردت الأخبار بأن الغز القبالي نهبوا الفيوم، وقبضوا أموالها، ونهبوا أغلالها ومواشيها، وحرقوا البلاد التي عصت عليهم، وقتلوا أناسها حتى قتلوا من بلدة واحدة مئة وخمسين نفرا، وأما العثمانية الكائنة بالفيوم فإنهم تحصنوا بالبلدة، وعملوا لهم متاريس بالمدينة، وأقاموا داخلها.
انتهى كلام الجبرتي.
وقد وجدنا أقوالا كثيرة تدخل في هذا القسم في كثير من الكتب القديمة بين تواريخ وتفاسير، ولكن بالنسبة لأن كل ما بتلك الكتب مذكور فيما أثبتناه، فاكتفينا به خوفا من التكرار الموجب للتطويل الممل بدون فائدة.
زمن المماليك إلى تولية المغفور له محمد علي باشا
قلنا في أول تاريخنا إننا نأتي في القسم الأول على تاريخ الفيوم من ابتداء ما عرفت في قديم الزمان إلى ما قبل تولية المغفور له محمد علي باشا، ولكنه يدخل تحت هذا تاريخها في أيام حكم المماليك «الغز». وحيث إننا لم نعثر فيما وصلنا إليه من التواريخ على شيء يختص بالفيوم، فقد أغفلنا هذه المدة، غير أنه يمكننا الحكم بأنها تقلبت في النعيم والشقاء بحسب تقلب دول المماليك المذكورة، وبأنها كانت في آخر عهد المماليك مقسمة إلى ولايات كما حصل ذلك في أغلب مديريات القطر، فإنه يقال إنه كان كل رجل من هؤلاء المماليك له عزوة أو رجال يستبد بالحكم في جملة قرى، وهكذا غيره حتى كنت تجد في مديرية واحدة جملة حكومات لكل واحدة منها حاكم مستقل يحكم في أهلها بالقتل والنهب والسلب وغير ذلك، وكان لكل حكومة من هذه الحكومات راية مخصوصة تخالف راية الأخرى، وكانت لا يمر عليها زمن حتى تقوم الحكومة منها على الأخرى فتسيل الدماء سيل العرم، فلو قدر الله ببقاء هذه الحالة في البلاد لما بقي من الناس إلا النزر القليل، وكانت الفيوم على هذه الحالة أيضا إلا أن الله ذو رحمة بخلقه وهو القادر القاهر .
وقدر الله بدخول الفرنسيس في القطر، وقد سمعنا أن قد حضر منهم حكام في الفيوم. هذا ما وصل إليه علمنا بهذه المدة، والله أعلم.
القسم الثاني
Page inconnue