كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَصِرْتُ إِلِيهِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلِيهِ قَالَ لِي: فِيمَ تَنْظُرُ؟ فَقُلْتُ: فِي النَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ؛ فَأَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بن حنبل:
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ ... خَلَوْتُ، وَلَكِنْ قُلْ: عَلِيَّ رقيبٌ
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ يُغْفِلُ مَا مَضَى ... وَلا أَنَّ مَا نُخْفِي عَلِيهِ يَغِيبُ
لَهَوْنَا عَنِ الأَيَّامِ حَتَّى تَتَابَعَتْ ... ذنوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوبُ
فَيَا لِيتَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى ... وَيَأْذَنُ فِي تَوْبَاتِنَا فَنَتُوبُ
أَخْبَرَنَا الطَّبَرْزَدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، أَنْشَدَنَا أَسْبَهَدُوسْتَ الدَّيْلَمِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَبَاتَةَ السعدي لنفسه:
وَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ لِلرَّوَاحِ حَمُولَهُمْ ... فَلَمْ يَبْقَ إِلا شامتٌ وَغَيُورُ
وَقَفْنَا فمن باكٍ [يكفكف دمـ]ـعة ... وملتزمٍ قَلْبًا يَكَادُ يَطِيرُ
1 / 52