أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَعْرُوفُ بِوَكِيعٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَجَّاعَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَمْزَةَ بن حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ ﵀ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ لا أَبْكِي؟ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنِّي قَدْ عُرِضْتُ عَلَى اللَّهِ ﷿، فَقَالَ لِي: يَا حَمْزَةُ اقْرَأِ الْقُرْآنَ كَمَا عَلَّمْتُكَ؛ فَوَثَبْتُ قَائِمًا، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ فَإِنِّي أُحِبُّ أَهْلَ الْقُرْآنِ. فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ سُورَةَ طَهَ، فقلت: ﴿طوى وأنا اخترتك﴾ فَقَالَ: بَيْنَ ﴿طُوًى وأنَّا اخْتَرْنَاكَ﴾ ثُمَّ قَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ سُورَةَ يس، فَأَرَدْتُ أَنْ أُغِطِّيَ، فَقُلْتُ: ﴿تنزيل العزيز الرحيم﴾ فَقَالَ لِي: قُلْ: ﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرحيم﴾ يَا حَمْزَةُ هَكَذَا قَرَأْتُ، وَهَكَذَا أَقْرَأْتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، وَكَذَا يَقْرَأُ الْمُقْرِئُونَ؛ ثُمَّ دَعَا ﷿ بِسِوَارٍ فَسَوَّرَنِي، فَقَالَ: هَذَا بِقِرَاءَتِكَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ دَعَا بمنطقةٍ فَمَنْطَقَنِي، فَقَالَ: هَذَا بِصَوْمِكَ النَّهَارَ؛ ثُمَّ دَعَا بتاجٍ فَتَوَّجَنِي، ثُمَّ قَالَ: هَذَا لإِقْرَائِكَ النَّاسَ الْقُرْآنَ. يَا حَمْزَةُ لا تَدَعْ تَرْتِيلا فَإِنِّي نَزَّلْتُهُ تَنْزِيلا.
1 / 36