Histoire de l'État des Seldjoukides
تاريخ دولة آل سلجوق
Genres
ثم أرسل أرسلان أرغون إلى الأطراف والأوساط، وحشد وحشر، ونهض إلى مرو وفرض مروتها، وحط ذروتها. وفتحها عنوة وهدم سورها، وقتل جمهورها. وبرز بوري برس من هراة لقصد لقائه، وحفظ البلاد من بلائه. فزحف العسكر إلى العسكر، وطن الذباب في المغفر، وضبح الثعلب في لبة الغضنفر. وجنى ثمر النصر من ورق الحديد الأخضر. وطارت فراخ الجعاب إلى أوكار المقل، وأدمت لواحظ السهام من الخدود مواضع القبل. وبرز البوار لبوري برس وكسر، وأدرك وأسر. وحمل إلى أخيه أرسلان أرغون، فما رق له ولا رفق، فاعتقله في ترمذ ثم خنقه. وأخذ وزيره عماد الملك بن نظام الملك وصادره على ثلثمائة ألف دينار ثم قتله. ولم يترك سوءا إلا عمله، لا جرم أخذه الله وأقدر عليه قدره، وسلط على صفوه كدره. فإنه عاد إلى مرو وظن أنه ملك، وأن خصمه هلك فقال له منجمه: "أرى عليك قطعا، وأنت لا تملك لما قدر دفعا. والحزم تحرزك وتحرسك، إلى أن تؤمن المخافة. ولا تخشى الآفة". فاحتجب عن أصحابه، وأغلق رتاج أبوابه. ولم يدع إلا مملوكا صغيرا كان به يأنس فانتظره، وأنكر تأخره. فلما حضر عاتبه كيف أبطأ، وعاقبه حيث أخطأ. فضربه الغلام بسكين معه وصرعه، فقضى موضعه. فلما قيل للمملوك لم فعلت ما فعلته؟ وعلام قتلته؟ قال: "أردت أن أريح الخلق من ظلمه، وكان هذا بقضاء الله وسابقا في علمه". وقتل أرسلان أرغون في سنة 490 ه وسنه 26 سنة.
Page 353