Histoire de l'État des Seldjoukides

ʿImad al-Din al-Isfahani d. 597 AH
102

Histoire de l'État des Seldjoukides

تاريخ دولة آل سلجوق

Genres

قال عماد الدين-رحمه الله-: وفي هذه السنة عزل الدركزيني وولى أنوشروان كما سبق ذكره، ثم عزل أنوشروان بعد سنة وأعيد الدركزيني، وما زال عمي العزيز في عصمة من شر الوزير، حتى أخبر السلطان بأن عمه سنجر قد سير في طلب ميراث ابنتيه وجواهرهما رسولا، فإنه كان قد تزوج بإحداهما، فماتت ثم تزوج بالأخرى فماتت أيضا، فوضع الدركزيني من قال للسلطان"إن رسول عمك واصل إليك بسبب تلك الجواهر، وأنه لا يعود عنك بما تقرره من المعاذر. وقد رضي سنجر بشهادة العزيز، فإنه أمين قوله صادق، والسلطان سنجر بصحته واثق. ونحن نرى أن تحبس العزيز في بعض المعاقل محفوظا من الغوائل. حتى إذا وصل الرسول وأدى رسالته، وطلب العزيز وشهادته قلت له: "هذا صاحبنا وقد نقمنا منه أمرا، فعزلناه، وقبضنا عليه واعتقلناه. وما بقينا نرجع إليه في الشهادة. وسؤال المحبوس خلاف العادة". فتلوم السلطان محمود وتذمم، وتردد فكره وتقسم. ففاوضه الدركزيني وهون عليه الأمر، وسهل عنده الوعر، وقال له"إذا كنت معتنيا فما يضره القعود مصونا وما يعيب الدر مكنونا والذخر مخزونا". قال: "وأنا أطلق لك من مالي ثلثمائة ألف دينار إذا حبسته، وأقوم بأدائه إذا أجلسته".

فمال إلى المال وحال بالمحال. فاستدعى عمي العزيز من داره وعرفه بغرضه، ثم أمر بالتوكيل به على أجمل وجه، وكان ذلك والسلطان حينئذ ببغداد في أوائل سنة 525 ه، ثم قالوا للسلطان: الصواب إنفاذه إلى معقل فقد قرب وصول الرسول.

فسلم العزيز إلى بهروز الخادم شحنة بغداد، حتى سيره إلى تكريت، فلم يلبث السلطان بعد حبسه إلا قليلا. وكم تلا (يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا). وذلك أنه لم يسمع رسول عمه عند حضوره ما قيل عن رسالته. واستدل بذلك على كذب الوزير في مقالته. وأرسل إلى الوزير وطالبه بالمال فزاغ عن مطلبه، ومطل به. وسير إلى أصفهان فقبض على والدي صفي الدين وعلى عمي ضياء الدين واعتقلهما بقلعتهما ونهب وسلب. واستولى على أملاكنا وأموالنا واستوعب. وأما العزيز، فإن السلطان كتب إليه بتكريت يعده ويأمره بالصبر ويقول"إذا أخذت من الوزير ما بذله فأنا لا بد أن أطلقك وأعتقله"، والوزير في كل مدة يزن له شيئا من المال، ويريه أنه من عنده ومن ذهنه، ولا يعلم أنه جباه من مال المصادرات، وجاء به ووعده بالباقي إلى همذان. وفي القدر أن بقاءه قد انتهى وأن حينه قد حان. ورحل السلطان من بغداد ومرض في الطريق واشتد مرضه. ثم فارق جوهره عرضه. وذلك في شوال سنة 525 ه. وذكر أن الوزير سمه في طعامه فإنه لما قصر في أداء المال، ونظر في سوء المال، شرع في اغتيال السلطان على وجه الاحتيال، فتمم له تأميله. وحين مضى السلطان لسبيله وضح في التسلط سبيله.

Page 284