Recherches sur l'histoire des sciences chez les Arabes
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Genres
ثالثا: حصاد وافر
وفضلا عن الخوارزمية والفارسية والعربية التي عشقها، أتقن البيروني أيضا اللغات السنسكريتية والسريانية والعبرية وألم باليونانية.
12
مما يسر له الرجوع إلى المراجع العلمية المنجزة في تلك الحضارات العريقة، متفاديا أخطاء المترجمين غير الملمين بدقائق العلم المتخصصة، وكان هذا من العوامل التي أعطته خلفية علمية مكينة يسرت له الانطلاق بعبقريته.
من هذه العوامل أيضا أنه تراسل مع معاصره الشيخ الرئيس ابن سينا، وتفاعل - بعنف - مع عقليته الموسوعية الثرة، فقد وجدت للشيخ الرئيس أجوبة مسائل سأله عنها أبو الريحان البيروني، وهي تحتوي على أمور مفيدة في الحكمة.
13
لكن النقاش بينهما كان حاد اللهجة حتى عزف ابن سينا عن مواصلته،
14
لكن لا ينفي هذا أن البيروني عرف للفلسفة حق قدرها وعدها من أهم ظواهر المدنية، وأولاها حظا من عنايته، وله فيها إسهام، ولا يحتل البيروني موقعا في تاريخ الفلسفة ولم يعرف كفيلسوف؛ أولا: لأن عقليته أساسا - كما اتفقنا - علمية وموقعه الحق في تاريخ العلم، وثانيا: لأن إسهاماته الفلسفية مفقودة تماما، وأهمها «كتاب في التوسط بين أرسطو طاليس وجالينوس في المحرك الأول» و«رياضة الفكر والعقل»، وعثر أخيرا في إسطنبول على عمل هام له في الفلسفة بعنوان «الشامل في الموجودات المحسوسة والمعقولة»، ولكن لم تثبت بعد نسبته إلى البيروني بصورة قاطعة.
15
Page inconnue