ـ[تاريخ بغداد]ـ
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: ٤٦٣ هـ)
المحقق: الدكتور بشار عواد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
عدد الأجزاء: ١٦
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مشكول الأحاديث، ومضاف لخدمة التراجم]
أعده للشاملة: مصطفى الشقيري
_________
* كل ترجمة في صفحة ما عدا:
(أ) - تسع تراجم طويلة عدد صفحاتها زادت على العشرين صفحة، فصلتُها في صفحتين أرقامها:
١ - محمد بن إسحاق بن يسار
٣٧٤ - محمد بن إسماعيل البخاري
٤٠٤ - محمد بن إدريس الشافعي
١٢٠٣ - محمد بنُ عُمر بن واقد، أبو عبد الله الواقدي
٤١٨٥ - الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج
٤٧١٦ - سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري
٥٢٥٩ - عبد اللَّه بن المبارك أبو عبد الرحمن الْمَرْوَزِيّ
٦٦٠٥ - عمرو بْن عبيد بْن باب أَبُو عثمان باب من سبي فارس
٧٥١٠ - يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة
(ب) - ترجمة طويلة عدد صفحاتها ١٤١ صفحة، فصلتُها في عشر صفحات رقمها:
٧٢٤٩ - النعمان بن ثابت أبو حنيفة
تاريخ مدينة السلام وأخبار مُحَدِّثيها وذكر قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها تأليف الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ٣٩٢ - ٤٦٣ هـ المجلد الأول محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن المقدمة والخطط حققه، وضبط نصه، وعلَّق عليه الدكتور بشار عواد دار الغرب الإسلامي
تاريخ مدينة السلام وأخبار مُحَدِّثيها وذكر قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها تأليف الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ٣٩٢ - ٤٦٣ هـ المجلد الأول محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن المقدمة والخطط حققه، وضبط نصه، وعلَّق عليه الدكتور بشار عواد دار الغرب الإسلامي
1 / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ أَسْتَعِينُ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾
لا يحصي عدد نعمه العادون، ولا يؤدي حق شكره المجتهدون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون،
﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
أحمده على الآلاء، وأشكره على النعماء وأستعين به في الشدة والرخاء، وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأعتقد أن لا رب إلا إياه، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عَنْ عبادته، وأشهد أن محمدا عبده الأمين، ورسوله المكين، ختم الله به النبيين، وأرسله إلى الخلق أجمعين، بلسان عربي مبين؛ فبلغ الرسالة، وأوضح الدلالة، وأظهر المقالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين؛ فصلى الله على محمد سيد المرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين، وأصحابه المنتجبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين.
هذا كتاب تاريخ مدينة السلام، وخبر بنائها، وذكر كبراء نزالها
1 / 291
ووارديها، وتسمية علمائها.
ذكرت من ذلك ما بلغني علمه، وانتهت إلي معرفته، مستعينا على ما يعرض من جميع الأمور بالله الكريم، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني، قَالَ: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عثمان، يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: سمعت يونس بْن عَبْد الأعلى، يقول: قَالَ لي الشافعي: " يا أبا موسى دخلت بغداد؟ قَالَ: قلت: لا.
قَالَ: ما رأيت الدنيا "!.
باب القول في حكم بلد بغداد وغلته وما جاء في جواز بيع أرضه
وكراهته أول ما نبدأ به في كتابنا هذا: ذكر أقوال العلماء في أرض بغداد وحكمها وما حفظ عنهم من الجواز والكراهة لبيعها؛ فذكر عَنْ غير واحد منهم أن بغداد دار غصب لا تشترى مساكنها ولا تباع.
ورأى بعضهم نزولها باستئجار، فإن تطاولت الأيام فمات صاحب منزل أو حانوت أو غير ذلك من الأبنية لم يجيزوا بيع الموروث، بل رأوا أن تباع الأنقاض دون الأرض؛ لأن الأنقاض ملك لأصحابها، وأما الأرض فلا حق لهم فيها إذ كانت غصبا.
(١) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَ:
1 / 292
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا مَاتَ، أَرَادَتْ وَالِدَتُهُ أَنْ تَبِيعَ دَارًا وَرِثَتْهَا، قَالَ: فَقَالَتْ لِي: " يَا بُنَيَّ، امْضِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِلَى بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، فَسَلْهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا، وَأَعْلِمْهُمَا أَنَّ بِنَا حَاجَةً إِلَى بَيْعِهَا.
قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَاتَّفَقَ قَوْلُهُمَا عَلَى بَيْعِ الأَنْقَاضِ دُونَ الأَرْضِ، فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدَتِي، فَأَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ فَلَمْ تَبِعْهَا ".
وَمَنَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ بَيْعِ أَرْضِ بَغْدَادَ لِكَوْنِهَا مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ؛ وَأَرْضُ السَّوَادِ عِنْدَهُمْ مَوْقُوفَةٌ لا يَصِحُّ بَيْعُهَا.
وَأَجَازَتْ طَائِفَةٌ بَيْعَهَا، وَاحْتَجَّتْ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقَرَّ السَّوَادَ فِي أَيْدِي أَهْلِهِ، وَجَعَلَ أَخْذَ الْخَرَاجِ مِنْهُمْ عِوَضًا عَنْ ذَلِكَ.
وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ يَكْرَهُ سُكْنَى بَغْدَادَ وَالْمُقَامَ بِهَا، وَيَحُثُّ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِنَّ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ كَانَ لا يَرَى الصَّلاةَ فِي شَيْءٍ مِنْ بَغْدَادَ؛ لأَجْلِ أَنَّهَا عِنْدَهُ غَصْبٌ أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بْن محمد بْن موسى القرشي، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن العباس الخزاز، قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بْن جعفر بْن محمد بْن عبيد الله المنادي، قَالَ: حدثنا أَبُو العباس أحمد بْن محمد بْن بكر بْن خالد النيسابوري، المعروف بابن القصير، قال: حدثنا عمرو بْن أيوب، قَالَ: " سألت الفضيل بْن عياض، عَنِ المقام ببغداد، فقال لي: لا تقم بها، اخرج عنها، فإن أخبثهم مؤذنوهم ".
أنبأ أَبُو نعيم أحمد بْن عَبْد الله بْن أحمد بْن إسحاق الحافظ، بأصبهان،
1 / 293
قَالَ: أخبرنا أحمد بْن بندار بْن إسحاق، قَالَ: حدثنا محمد بْن يحيى بْن منده، قَالَ: حدثنا إبراهيم بْن يزداد البغدادي، بأصبهان، قَالَ: حدثنا محمد بْن يحيى الأزدي، قَالَ: قلت لعبد الله بْن داود: " إن لي خالة ببغداد، قَالَ: اقطعها قطع القثاء ".
حَدَّثَنِي أَبُو محمد الْحَسَن بْن محمد بْن الْحَسَن الخلال، وأبو طالب عُمَر بْن إبراهيم بْن سعيد الفقيه، قالا: أخبرنا يوسف بْن عُمَر القواس، قال: حدثنا محمد بْن إسحاق المقرئ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الله أحمد بْن يوسف بْن الضحاك، قَالَ: سمعت أَبِي يقول: سمعت بشر بْن الحارث، يقول: " بغداد ضيقة على المتقين، ما ينبغي لمؤمن أن يقيم فيها.
قلت له: فهذا أحمد بْن حَنْبَل، فما تقول؟ قَالَ: دفعتنا الضرورة إلى المقام بها كما دفعت الضرورة إلى أكل الميتة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن أحمد بْن أَبِي جعفر القطيعي، قَالَ: حدثنا عبيد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: أخبرنا أبي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد الزهري، قَالَ: حدثنا محمد بْن إبراهيم بْن جناد، قَالَ: سمعت أبا عمران الجصاص، قَالَ: قلت لأحمد بْن حَنْبَل: " يا أبا عَبْد الله هذه أربعة دراهم: درهم من تجارة برة، ودرهم من صلة الإخوان، ودرهم من التعليم، ودرهم من غلة بغداد، فقال: ما منها شيء أحب إلي من التجارة، ولا فيها شيء أكره عندي من صلة الإخوان، وأما التعليم، فإني أرجو أن لا يكون به بأس لمن احتاج إليه، وأما غلة بغداد فأنت تعرفها، إيش تسألني عنها ".
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن علي الوراق، قَالَ: أخبرنا علي بْن عَبْد الله
1 / 294
الهمذاني بمكة، قَالَ: حدثنا الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن عَبْد الله بْن خالد، قَالَ: سئل أحمد بْن محمد بْن حَنْبَل عَنْ مسألة في الورع، فقال: أنا أستغفر الله لا يحل لي أن أتكلم في الورع، وأنا آكل من غلة بغداد، لو كان بشر بْن الحارث صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد، فهو يصلح أن يتكلم في الورع ".
أخبرنا أَبُو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن محمد بْن موسى، وَأخبرنا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قَالَ: أخبرنا محمد بْن العباس، قالا: أخبرنا أحمد بْن جعفر بْن محمد، قَالَ: وكان مما بقي في كتابي غير مسموع، عَنْ أَبِي الْحَسَن علي بْن إسماعيل البزاز المعروف بعلويه، قَالَ: حدثنا يحيى بْن الصامت، قَالَ: " سأل رجل عَبْد الله بْن المبارك: أين ترى لي أن أنزل من بغداد متى ما دخلتها؟ قَالَ: إن ابتليت بذلك، فانزل نهر الدجاج، فإنه في أيدي أربابه لم يغصبوا عليه أحدا ".
أَخْبَرَنا عبيد الله بْن أَبِي الفتح الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن محمد بْن إبراهيم الجوهري، قال: حدثنا أَبُو الحسين طلحة بْن أحمد بْن حفص الصفار، قال: حدثنا العباس بْن يوسف، قال: حدثنا أَبُو الطيب الرام، قَالَ: سمعت ابْن المبارك، يقول:
الزم الثغر والتعبد فيه ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارئ الصياد
1 / 295
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عَبْد الله بْن أحمد بْن عَبْد الله الأصبهاني، أخبرنا جعفر بْن محمد بْن نصير الخلدي، قال: أخبرنا مفضل بْن محمد الجندي، قال: أخبرنا يونس بْن محمد، قال: حدثنا يزيد بْن أَبِي حكيم، قَالَ: سمعت سفيان الثوري، يقول: المتعبد ببغداد كالمتعبد في الكنيف.
أخبرنا الأزهري، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن محمد بْن موسى، وَأخبرنا الجوهري: قال أخبرنا محمد بْن العباس، قالا: أخبرنا أحمد بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي محمد بْن عبيد الله المنادي، قَالَ: قَالَ لي أحمد بْن حَنْبَل: " أنا أذرع هذه الدار التي أسكنها، فأخرج الزكاة عنها في كل سنة، أذهب في ذلك إلى قول عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد ".
أخبرنا أَبُو الحسين محمد بْن علي بْن محمد بْن مخلد الوراق، وأبو الحسين أحمد بْن علي بْن الحسين التوزي المحتسب، قالا: أخبرنا أَبُو الْحَسَن محمد بْن جعفر بْن هارون النحوي الكوفي، حدثنا أَبُو القاسم الْحَسَن بْن محمد السكوني، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر محمد بْن خلف، وهو وكيع الْقَاضِي: " لم تزل بغداد مثل أرض السواد إلى سنة خمس وأربعين ومائة.
قلت: يعني أنها كانت تمسح ويؤخذ عنها الخراج، حتى بناها أَبُو جعفر المنصور ومصرها ونزلها وأنزلها الناس معه ".
1 / 296
باب الخبر عَنِ السواد وفعل عُمَر فيه ولأية علة ترك قسمته بين مفتتحيه
(٢) أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ السَّوَادَ، قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اقْسِمْهُ بَيْنَنَا، فَأَبَى، فَقَالُوا: إِنَّا افْتَتَحْنَاهَا عَنْوَةً، قَالَ: " فَمَا لِمَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَخَافُ أَنْ تَفَاسَدُوا بَيْنَكُمْ فِي الْمِيَاهِ، وَأَخَافُ أَنْ تَقْتَتِلُوا، فَأَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِي أَرْضِهِمْ، وَضَرَبَ عَلَى رُءُوسِهِمُ الضَّرَائِبَ، يَعْنِي: الْجِزْيَةَ، وَعَلَى أَرْضِهِمُ الطَّسْقَ، يَعْنِي: الْخَرَاجَ، وَلَمْ يَقْسِمْهَا بَيْنَهُمْ "
(٣) -[١: ٢٩٧] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُئِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي: ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: " لَوْلا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ
1 / 297
ﷺ خَيْبَرَ "
(٤) -[١: ٢٩٨] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " لَوْلا أَنِّي أَتْرُكُ النَّاسَ بَبَّانًا لا شَيْءَ لَهُمْ، مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلا قَسَمْنَاهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَيْبَرَ "
(٥) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ نُوحٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: " أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُقَسِّمَ السَّوَادَ، فَعَدُّوهُمْ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ ثَلاثَةً مِنَ الْفَلاحِينَ، فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِيهِمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا لِلنَّاسِ نَائِبَةٌ، وَلا يَبْقَى لِمَنْ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ، فَتَرَكَهُمْ "
1 / 298
(٦) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ حِينَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ، أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوكَ أَنْ تُقَسِّمَ بَيْنَهُمْ مَغَانِمَهُمْ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ مَا أَجْلَبَ النَّاسُ بِهِ عَلَيْهِ إِلَى الْعَسْكَرِ مِنْ كُرَاعٍ أَوْ مَالٍ فَاقْسِمْهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاتْرُكِ الأَرَضِينَ وَالأَنْهَارَ لِعُمَّالِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أُعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّكَ إِنْ قَسَّمْتَهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُنْ لِمَنْ بَقِيَ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ " قلت: اختلف الفقهاء في الأرض التي يغنمها المسلمون ويقهرون العدو عليها، فذهب بعضهم إلى أن الإمام بالخيار بين أن يقسمها على خمسة أسهم فيعزل منها السهم الذي ذكره الله تعالى في آية الغنيمة، فقال: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ الآية، ويقسم السهام الأربعة الباقية بين الذين افتتحوها، فإن لم يختر ذلك وقف جميعها كما فعل عُمَر بْن الخطاب في أرض السواد.
وممن ذهب إلى هذا القول: سفيان بْن سعيد الثوري، وأَبُو حنيفة النعمان بْن ثابت.
وَقَالَ مالك بْن أنس: تصير الأرض وقفا بنفس الاغتنام، ولا خيار فيها للإمام.
1 / 299
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي: ليس للإمام إيقافها، وإنما يلزمه قسمتها؛ فإن اتفق المسلمون على إيقافها ورضوا ألا تقسم جاز ذلك.
واحتج من ذهب إلى هذا القول بما روي أن عُمَر بْن الخطاب قسم أرض السواد بين غانميها وحازوها، ثم استنزلهم بعد ذلك عنها واسترضاهم منها ووقفها.
فأما الأحاديث التي تقدمت بأن عُمَر لم يقسمها فإنها محمولة على أنه امتنع من إمضاء القسم واستدامته بأن انتزع الأرض من أيديهم، أو أنه لم يقسم بعض السواد وقسم بعضه ثم رجع فيه.
(٧) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنَّا رُبْعَ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ، فَأَخَذْنَاهُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وَفَدَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا قُسِّمَ لَكُمْ، فَأَرَى أَنْ تَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَفَعَلَ، وَأَجَازَهُ بِثَمَانِينَ دِينَارًا "
(٨) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُرْزٍ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبِي هَلَكَ وَسَهْمُهُ ثَابِتٌ فِي السَّوَادِ، وَإِنِّي لَمْ أُسْلِمْهُ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ كُرْزٍ إِنَّ قَوْمَكِ قَدْ صَنَعُوا مَا قَدْ عَلِمْتِ.
قَالَتْ: إِنْ كَانُوا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا، فَإِنِّي لَسْتُ أُسْلِمُ حَتَّى تَحْمِلَنِي عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ عَلَيْهَا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ وَتَمْلأَ كَفِّي ذَهَبًا.
قَالَ: فَفَعَلَ عُمَرُ ذَلِكَ
1 / 300
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فَاحْتَجَّ قَوْمٌ بِفِعْلِ عُمَرَ هَذَا وَقَالُوا أَلا تُرَاهُ قَدْ أَرْضَى جَرِيرًا وَالْبَجَلِيَّةَ وَعَوَّضَهُمَا، وَإِنَّمَا وَجْهُ ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ عُمَرَ كَانَ نَفَّلَ جَرِيرًا وَقَوْمَهُ ذَلِكَ نَفْلا قَبْلَ الْقِتَالِ، وَقَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَمْضَى لَهُ نَفْلَهُ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ نَفْلا مَا خَصَّهُ، وَقَوْمَهُ بِالْقِسْمَةِ خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ، وَإِنَّمَا اسْتَطَابَ أَنْفُسَهُمْ خَاصَّةً؛ لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَحْرَزُوا ذَلِكَ وَمَلَكُوهُ بِالنَّفْلِ، فَلا حُجَّةَ فِي هَذَا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لا بُدَّ للإِمَامِ مِنَ اسْتِرْضَائِهِمْ.
قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِيهِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ إِلَيْهِمُ الأَرْضَ يَعْمَلُونَ فِيهَا وَيَنْتَفِعُونَ بِهَا، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ لِمِسَاحَتِهَا وَقَبَضَ الْوَاجِبَ عَنْهَا
(٩) فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلا أَعْلَمُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، إِلا قَدْ حَدَّثَنَاهُ أَيْضًا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى صَلاتِهِمْ وَجُيُوشِهِمْ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى قَضَائِهِمْ وَبَيْتِ مَالِهِمْ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مِسَاحَةِ الأَرْضِ، ثُمَّ فَرَضَ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَاةً، أَوْ قَالَ: جَعَلَ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، شَطْرُهَا وَسَوَاقِطُهَا لِعَمَّارٍ، وَالشَّطْرُ الآخَرُ بَيْنَ هَذَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَى قَرْيَةً يُؤْخَذُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ إِلا سَرِيعًا فِي خَرَابِهَا.
قَالَ: فَمَسَحَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَرْضَ، فَجَعَلَ عَلَى جَرِيبِ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ النَّخْلِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْقَضْبِ سِتَّةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْبُرِّ أَرْبَعَةَ
1 / 301
دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الشَّعِيرِ دِرْهَمَيْنِ
(١٠) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَمَسَحَ السَّوَادَ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ حَيْثُ يَنَالُهُ الْمَاءُ قَفِيزًا وَدِرْهَمًا.
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: الْحِنْطَةَ وَالشِّعِيرَ، وَوَضَعَ لِي جَرِيبَ الْكَرْمِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الرِّطَابِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ
(١١) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَمَسَحَ السَّوَادَ، فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ جَرِيبٍ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ دِرْهَمًا وَقَفِيزًا، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَى حَدِيثَ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ هُوَ الْمَحْفُوظُ،
1 / 302
وَيُقَالُ: إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمَسَاحَةُ، مِنْ لَدُنِ تُخُومِ الْمَوْصِلِ مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بِبِلادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ، هَذَا طُولُهُ.
وَأَمَّا عَرْضُهُ: فَحَدُّهُ مُنْقَطِعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ إِلَى مُنْتَهَى طَرَفِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلِ بِالْعَذِيبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ.
فَهَذَا حُدُودُ السَّوَادِ، وَعَلَيْهَا وَقَعَ الْخَرَاجُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحسين بْن شجاع الصوفي قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الصواف، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن عبدوس بْن كامل، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، قالا: حدثنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة، قَالَ: حدثنا حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ حصين، عَنْ مطرف، قَالَ: ما فوق حلوان فهو ذمة، وما دون حلوان من السواد فهو فيء، وسوادنا هذا فيء.
أَخبرنا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد الله الحافظ، بأصبهان، قَالَ: حدثنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن جعفر بْن أَحْمَد بْن الليث الواسطي، قَالَ: حدثنا أسلم بْن سهل، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن صالح، قَالَ: حدثنا هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب، قَالَ: سمعت أَبِي، يقول: إنما سمي السواد سوادا؛ لأن العرب حين جاءوا نظروا إلى مثل الليل من النخل والشجر والماء فسموه سوادا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين الأصبهاني بها، قَالَ: أخبرنا أَبُو القاسم سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: كان الأصمعي يتأول في سواد العراق، إنما سمي به للكثرة، وأما أنا فأحسبه سمي بالسواد للخضرة التي في النخيل والشجر والزرع؛ لأن العرب قد تلحق لون الخضرة بالسواد فتوضع أحدهما موضع الآخر.
ومن ذلك قول الله تعالى حين ذكر الجنتين، فقال: ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ هما في التفسير: خضراوان، فوصفت الخضرة
1 / 303
بالدهمة وهي من سواد الليل، وقد وجدنا مثله في أشعارهم، قَالَ ذو الرمة:
قد أقطع النازح المجهول معسفه في ظل أخضر يدعو هامه البوم
يريد بالأخضر: الليل، سماه بهذا لظلمته وسواده.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، قَالَ: حدثنا يحيى بْن آدم، قَالَ: قَالَ حسن، يَعْنِي ابْنَ صالح: وأما سوادنا هذا فإنا سمعنا أنه كان في أيدي النبط، فظهر عليهم أهل فارس، فكانوا يؤدون إليهم الخراج، فلما ظهر المسلمون على أهل فارس تركوا السواد ومن لم يقاتلهم من النبط والدهاقين على حالهم، ووضعوا الجزية على رءوس الرجال، ومسحوا عليهم ما كان في أيديهم من الأرض، ووضعوا عليها الخراج، وقبضوا كل أرض ليست في يد أحد، فكانت صوافي إلى الإمام، قَالَ يحيى: كل أرض كانت لعبدة الأوثان من العجم، أو لأهل الكتاب من العجم أو العرب، ممن تقبل منهم الجزية، فإن أرضيهم أرض خراج إن صالحوا على الجزية على رءوسهم والخراج على أرضيهم، فإن ذلك يقبل منهم، وإن ظهر عليهم المسلمون، فإن الإمام يقسم جميع ما أجلبوا به في العسكر من كراع أو سلاح أو مال بعد ما يخمسه وهي الغنيمة التي لا يوقف شيء منها، وذلك قوله ﷿: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ وأما القرى والمدائن والأرض فهي فيء، كما قَالَ الله تعالى: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ فالإمام بالخيار في ذلك إن شاء وقفه وتركه للمسلمين، وإن شاء قسمه بين من حضره.
1 / 304
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن إسحاق، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن عبد العزيز، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيد: إنما جعل، يَعْنِي عُمَر، الخراج على الأرضين التي تغل من ذوات الحب والثمار والتي تصلح للغلة من العامر والغامر، وعطل من ذلك المساكن والدور التي هي منازلهم فلم يجعل عليهم فيها شيئا.
باب ذكر حكم بيع أرض السواد وما روي في ذلك من الصحة والفساد
(١٢) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ: أَظُنُّهُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: لا تُبَاعُ أَرْضٌ دُونَ الْجَبَلِ إِلا أَرْضَ بَنِي صَلُوبَا وَأَرْضَ الْحِيرَةِ فَإِنَّ لَهُمْ عَهْدًا
(١٣) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
1 / 305
الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: لا تَشْتَرِيَنَّ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ إِلا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَبَانِقْيَا وَأُلَيْسَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأَمَّا أَهْلُ الْحِيرَةِ فَإِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ صَالَحَهُمْ فِي دَهْرِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ بَانِقْيَا وَأُلَيْسَ فَإِنَّهُمْ دَلُّوا أَبَا عُبَيْدٍ وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ عَلَى مَخَاضَةٍ حَتَّى عَبَرُوا إِلَى فَارِسَ، فَبِذَلِكَ كَانَ صُلْحُهُمْ وَأَمَانُهُمْ قلت: ويروى عَنِ الْحَسَن بْن صالح بْن حي: إنه رخص في شراء أرض الصلح وكره شراء أرض العنوة، وهو مذهب مالك بْن أنس.
وجاء عَنْ مجاهد بْن جبر في أرض العنوة نحو ذلك، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزاز، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حرب الطائي، قَالَ: حدثنا عَلِيّ بْن حرب، عَنْ سفيان بْن عيينة، عَنِ ابْن أَبِي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ: أيما مدينة افتتحت عنوة فأسلموا قبل أن يقسموا فأموالهم للمسلمين.
أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر النرسي، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف الْقَاضِي بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: أخبرنا إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، قَالَ: أخبرنا أَبُو مصعب، عَنْ مالك بْن أنس، قَالَ: أما أهل الصلح، فإن من أسلم منهم أحق بأرضه وماله، وأما أهل العنوة الذين أخذوا عنوة فإن من أسلم منهم أحرز له إسلامه نفسه، وكانت أرضه للمسلمين فيئا؛ لأن أهل العنوة قد غلبوا على بلادهم وصارت فيئا للمسلمين.
1 / 306
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، قَالَ: أخبرنا عَبْد الله بْن إسحاق، قَالَ: أخبرنا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حدثنا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بْن عَبْد الله بْن بكير، قَالَ: قَالَ مالك: كل أرض فتحت صلحا فهي لأهلها؛ لأنهم منعوا بلادهم حتى صالحوا عليها، وكل بلاد أخذت عنوة فهي فيء للمسلمين.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ العامري، قَالَ: قَالَ يحيى بْن آدم، وكره حسن، يَعْنِي: ابْنَ صالح، شراء أرض الخراج، ولم ير بأسا بشراء أرض الصلح مثل الحيرة ونحوها.
قلت: فهؤلاء الذين كرهوا شراء أرض السواد إنما كرهوه لجهتين؛ هما: أن الخارج كانوا يذهبون إلى أنه صغار فلم يروا أن يدخلوا فيه، والثانية: أن السواد لما فتح عنوة ووقف فلم يقسم حصل عندهم مما لا يجوز بيعه سوى من رخص في المواضع التي ذكر أن لأهلها ذمة، وهي بانقيا والحيرة وأليس خاصة.
وقد روي عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين أنه قَالَ: بعض السواد عنوة وبعضه صلح، من غير تمييز لأحد الأمرين من الآخر.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أخبرنا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن عَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن آدم، قَالَ: أخبرنا أَبُو زبيد، عَنْ أشعث، عَنِ ابْن سيرين، قَالَ: السواد منه صلح ومنه عنوة، فما
1 / 307
كان منه عنوة فهو للمسلمين، وما كان منه صلحا فلهم أموالهم.
وَقَالَ يحيى: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صالح، عَنْ أشعث، عَنِ ابن سيرين، قَالَ: ما نعلم من له صلح ممن ليس له صلح من أهل السواد.
قلت: فيحتمل أن يكون الصلح الذي ذكره ابْن سيرين من السواد هو لأهل المواضع التي سميناها في حديث أَبِي عبيد، ويحتمل أن يكون لقوم آخرين، وإنا نظرنا في ذلك فوجدنا من السواد شيئا ذكر أنه صلح سوى ما تقدم ذكرنا له.
(١٤) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: صَالَحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَهْلَ الْحِيرَةِ وَأَهْلَ عَيْنِ التَّمْرِ، قَالَ: وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَجَازَهُ، قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: فَأَهْلُ عَيْنِ التَّمْرِ مِثْلُ أَهْلِ الْحِيرَةِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ، وَلَيْسَ عَلَى أَرَضِيهِمْ، قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: يَحْيَى: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لأَهْلِ الأَنْبَارِ عَهْدٌ أَوْ قَالَ عَقْدٌ
وذكر مُحَمَّد بْن خلف، وكيع الْقَاضِي أن مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني أخبرهم، قَالَ: حدثنا أَبُو سعيد الحداد، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن الحسن، عَنْ أَبِي شيبة، عَنِ الحكم، قَالَ: كلواذا صلح، أَخْبَرَنَا بذلك مُحَمَّد بْن عَلِيّ
1 / 308
الوراق، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: حدثنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن خلف.
وبغداد من أفنية كلواذا، فقد حصلت من بلاد الصلح على هذه الرواية، وفي كونها صلحا جواز بيع أرضها، ولا أحسب الذين كرهوا شراء أرض بغداد انتهت إليهم هذه الرواية عَنِ الحكم.
وقد كان الليث بْن سعد اشترى شيئا من أرض مصر وحكمها حكم سواد العراق، وإنما استجاز الليث ذلك؛ لأنه كان يحدث عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب، أن مصر صلح.
وكان مالك بْن أنس وعبد الله بْن لهيعة ونافع بْن يزيد ينكرون على الليث ذلك الفعل؛ لأن مصر كانت عندهم عنوة.
ولعل حديث يزيد بْن أَبِي حبيب لم ينته إليهم، أو بلغهم فلم يثبت عندهم، والله أعلم.
فصل قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن السواد في الجملة فتح عنوة، وصار غنيمة للمسلمين، فقال بعض أهل العلم: لما لم يقسم ووقف صار بيعه لا يصح، ويؤيد هذا قول عُمَر بْن الخطاب لطلحة بْن عبيد الله وعتبة بْن فرقد.
أما قوله لطلحة
(١٥) فَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: اشْتَرَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا مِنَ النّشَاستك، نشَاستك بَنِي طَلْحَةَ، هَذَا الَّذِي عِنْدَ السَّيْلَحِينَ، فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ أَرْضًا مُعْجَبَةً، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا؟ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ،
1 / 309