============================================================
ذكر عاد قد أمسوا لا يبينون الكلاما فنسقي أرض عاد إن عادا به الشيخ الكبير ولا الغلاما من العطش الشديد فليس يرجى لتد كانت نساؤهم بخير فقد آمست نساؤهم عياما وإن الوحش تأتيهم جهارا ولا تخشى أعاديهم سهاما هاركم وليلكم التماما وانتم ههنا فيما اشتهيتم ولا القوا التحية والسلاما وقبح وفدكم من وفد قوم قال: فلما قال معاوية بن بكر غنتهم به الجرادتان فلما سمع قال بعضهم لبعض: يا قوم إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من البلاء الذي نزل بهم وقد أبطاتم عليهم فادخلوا الحرم واستسقوا لقوفكم فقال مريد بن سعد إنكم والله لا تسقون بدعائكم لكن إن أطعتم نبيكم سقيتم وأظهر إسلامه عند ذلك فقال له جلهمة بن الخيبري خال هعاوية بن بكر ين سمع قوله عرف آنه اتبع دين هود وآمن به، وكانت آم مرند بن سعد من ثمود وثمود إذاك بالحجر بين الحجاز والشام وهي بلادهم وكان كنية مرتد أبا سعد فإنك من قبيل ذوي كرم وأمك من ثمود، شعر: فانا لن نطيعك ما بقينا ولسنا فاعلين لما تريد أتأمرنا لتسرك دين وقد وزمد والصد والعبود وره دين آباء كرام ذوى رآى ونتبع دين هود ثم قالوا لمعاوية بن بكر وأبيه بكر احبس عتا مرئد بن سعد فلا يقدمن معنا مكة فإنه قد اتبع دين هود وترك ديننا وخرجوا إلى الحرم يستسقون بها فلما ذهبوا خرج مريد بن سعد من منزل معاوية على آثرهم حتى لحقهم قبل آن يدعوا بشيء فلما انتهى إليهم قام وحده في ناحية وقام وفد عاد ناحية فقال مرثد: اللهم أعطني سؤلي وحدي فلا تدخلني فيما يدعوك به وفد عاد فأعطاه الله تعالى ذلك وقام وفد عاد فقالوا: اللهم أعط قيلا سؤله فاجعل سؤلنا مع سؤله وكان قيل رأس الوفد فقال قيل بن (غنز)(1) اللهم إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا فأنشأ الله له سحابات ثلاث بيضاء وحمراء وسوداء ثم نودي من السحاب يا قيل اختر لنفسك وقومك ما تريد، فقال قيل: اخترت السحابة السوداء فإنها اكثر السحاب ماء فناداه المنادي اخترت رمادا أرمد لا يبقي من عاد أحذا لا (1) ابن عنز هكذا جاء في المصادر في الأصل (عتر) والصواب ما ثبتناه. انظر ابن كثير، البداية والنهاية 197/1
Page 53