============================================================
ذكر ذي القرنين حارب دارا ملك فارس وقتله وكان دارا قبل عيسى بكثير، لأنه كان ملك الطوائف بعد الإسكندر بأربعمائة سنة ثم ظهر أردشير الملك فأقام ملك فارس وكان من ملوك فازس بعد أردشير إلى وقت الإسلام مدة طويلة، قال وهب بن منبه كان ذو القرنين سمي الإسكندر وكان ابن عجوز من العجائز فأوحى الله تعالى أي ألهمه أني أبعثك إلى أهل الأرض كلهم فمنهم أمم في وسط الأرض ومنهم أمتان بينهما طول الأرض ومنهم أمتان بينهما عرض الأرض وأما اللتان بينهما طول الأرض فأمة عند مغرب الشمس يقال لها ناسك وأمة عند مطلعها يقال لها منسك وأما اللتان بينهما عرض الأرض فأمة في قطر الأرض الأيمن يقال لها هاويل وأمة في طرف الأرض الأيسر يقال لها تاويل، فلما قال الله تعالى له ذلك قال: يا رب قد نبيتني لأمر عظيم لا يقدر عليه أحد غيرك، فأخبرني بأي قوة أكابر هؤلاء الأمم وبأي جند اكاثرهم وبأى حجة أخاصمهم وبأي حكمة أدبرهم وبأي حيلة أكايدهم وبأي صبر أقاسمهم وبأي لسان أناطقهم قال الله تعالى له إني سأوفقك بتوفيقي وأشرح صدرك وأشد ظهرك وأبسط لسانك، وأشد ركنك وأدبر أمرك وألبسك الهيبة وأسخر لك النور والظلمة فأجعلها جنذا من جنودك يهديك النور أمامك وتحفظك الظلمة وراءك ثم قيل له انطلق إلى الأمة التي عند مغرب الشمس فانطلق إليهم فلما بلغها وجد عندها جمعا وعددا لا يحصيهم أحد إلا الله تعالى وقوة وبأسا لا يطيقها إلا الله تعالى ورأى أهواء مختلفة وألسنة مشتتة فلما رأى ذلك كابرهم بالظلمة حتى جمعهم في مكان واحد فدخلت الظلمة أفواههم حتى اضطروا ثم سلط عليهم النور ودعاهم إلى الله تعالى وعبادته فمنهم من امن بالله ومنهم من كفر فعمد إلى الذين كفروا فعذبهم بالظلمة فدخلت الظلمة أفواههم ودورهم وبيوتهم وغشيتهم من فوقهم فماجوا وتحيروا فلما خافوا الهلاك عجوا إليه فكشفها عنهم فدخلوا في دهوته فرجع عنهم فذلك قوله تعالى: إنا مكنا له فى الازض دمانيته من كل شنو سبا فأنبع سببا [الكهف: الآيتان 84، 85] يعني طريقا حت إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تقرب في عيي حامية [الكهف: الآية 86] أي حارة ومن قرأ { حمتو يعني ذات حمأة وهي الطين الأسود إلى قوله : ( ثم انبع سببا ح إذا بلغ مطلع الشتس (الكهف: الأبات
86- 90]. وروي أن معاوية قرأ يوما هذه الآية وعنده ابن عباس(1) وعبد الله(2) بن (1) ابن عباس بن عبد المطلب، آبو العباس الهاشمي، الإمام البحر عالم العصر ابن عم رسول الله دعا له النبي أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل توفي سنة (68 ها، ابن حجر، الإصابة 1/ 322. السيوطي، طبقات الحفاظ ص 10.
(2) عبد الله بن عمرو ين العاص: العالم الرباني أبو محمد وأبو عبد الرحمن القرشي أحد من هاجر هو وأبوه قبل الفتح، كتب عن النبي ي كثيرا توفي بمصر سنة (65 ه). له ترجمة في: الذهبي، العبر 72/1، أسد الغابة 348/3، السيوطي: طبقات الحفاظ ص 10.
Page 353