286

============================================================

قصة أهل أيلة في زمن داود عليه السلام مرارا فلم يقبلوا منه، ثم إنه جاءهم مرة من المرار فلم يفتحوا له باب مدينتهم فجعل يناديهم من خارج وهم لا يجيبون فقال لهم: ألا تسمعون أقرود أنتم فنادوه نعم نحن قرود فما لك ولنا فرجع عنهم فلعنهم قالوا: وإن القوم لما أصروا على فعلهم فارقتهم الفرقة الناهية ثم أقسموا البلدة نصفين وجعلوا بينهم وبين الآخرين حائطا فمضى على ذلك مدة ثم إن الله تعالى أذن في هلاكهم فباتوا ليلة وأنزل عليهم العذاب ومسخهم قردة، قال الله تعالى: فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة ختسيب [الأعراف: الآية 166] فأصبحت الفرقة الناهية في محلتهم وفتحوا باب مدينتهم ولم يتحرك من القوم الآخرين أحد ولم يخرج منهم خارج ولم يفتحوا باب مدينتهم فتعجب هؤلاء وصبروا حتى تعالى التهار فأمروا رجلا حتى تسور الجدار الذي بين المحلتين فنظر فرأى قردة تموج بعضها في بعض فأخبر أصحابه فقالوا له: انزل وانظر وافتح لنا باب المدينة ففعل فدخلوا عليهم فلم يجدوا منها إلا القرود قال: وجعلوا يسألون من يظنونه هل آنت فلان فيومىء برأسه أن نعم، ثم إن الله تعالى أبقاهم ثلاثة أيام ثم ماتوا جميعا وأورث الآخرين مدينتهم وأموالهم فذلك قوله تعالى: { فجملنها تكلا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين (البقرة: الآية 66] نعوذ بالله من غضبه وعذابه ونكاله ونستغفر الله من الذنوب ونتوب إليه.

Page 286