Histoire des prophètes

Al-Khatib Al-Baghdadi d. 463 AH
168

============================================================

ذكر موسى عليه السلام ولما سلم إليه غنمه قال له: ههنا واديا كثير الحشيش والكلاء غير أن فيه سما فإياك أن تدخله غنمك وإن واديا آخر من صفته كثير الذئاب فلا تدخله غنمك وإن واديا ثالثا كشير الحيات فلا تأته فإن الحيات تهلك غنمك، قال: فخرج موسى إلى الرعي فنظر فإذا الوادي الذي وصفه بالسم كان اكثر الأودية كلاء وأخصبها فرعى غنمه وقال: ارتعي على اسم الذي لا يضر مع اسمه شيء، فكانت الغنم ترتع وقام موسى فصالى فبعث إليه شعيب بغدائه ولينظر ما صنع موسى فوجده الرسول في وادي السم فرجع إلى شعيب فأخبره فاهتم لذلك، فلما رجع موسى بالعشاء قال له شعيب: ألم اكن قلت لك لا ترعى الغنم في وادي السم فقال الأودية كلها لله وإني رعيتها باسمه ولا يضر مع اسم الله شيء ثم إن موسى ذهب بغنمه إلى وادي الذئاب لكثرة كلئه وعلم شعيب بذلك، فبعث من يأتيه بخبره فوجده الرسول قائما يصلي والغنم ترعى والذتاب تحرس الغنم مكان الكلاب فعجب الرسول وأخبر شعيبا وكذلك فعل بوادي الحيات لما جاءها دخلت الحيات كلها حجورهن فلم تظهر حية واحدة قال: فازداد شعيب بامر موسى يقينا وأنه لما مضت السنون الثمانية سلم شعيب إلى موسى زوجته وجعل له من غنمه نصيبا وفوض إليه أموره كلها وبارك الله تعالى لموسى فيما دفع إليه شعيب فقال موسى لشعيب: إني متحمل أهلي الى مصر، فقال له شعيب: أقم عندي سنتك هذه ولك ما وضعت إناثا من غنمي فأقام موسى عنده، فوضعت تلك الشاة كلها إناثا في ذلك السنة فأعطاها شعيب لموسى فلما كانت السنة العاشرة قال له شعيب: آقم عندي فاني أرى البركة بوصلتك وصحبتك ولك كل ما وضعت الغنم في هذه السنة من الذكور فجاءت الغنم كلها ذكورا فصارت لموسى أضعقت غنم موسى على غنم شعيب فلما كانت السنة الحادية عشرة قال شعيب: أقم عندي ولك كل ما أتأمت من الغنم فأتأمت الغنم كلها في تلك السنة فلما كانت الثانية عشرة قال له شعيب: أقم عندي ولك كلما وضعت الغنم من البلق، فوضعت الغنم كلها بلقا فجعلها شعيب لموسى والصحيح آن موسى مكث عند شعيب عشر سنين، قال: واستأذن موسى شعيبا ولم يكن له هم إلا الرجوع إلى وطنه وأخيه هارون وأخته مريم وهما بمصر فخرج موسى بأهله وسلك البرية وهو لا يعرف الطريق فأنجاه الله تعالى وخرج إلى جانب الطور وهو جبل زبير وذلك في الليلة التي أراد الله تعالى إكرام موسى بكلامه وكرامته، وكان موسى قد أخطأ الطريق حتى وقع إلى ماء هنالك وجنه الليل فبقي في ليلة باردة ولم يكن معه ما يستره وأهله من الثياب فأخرج زنذا له ليقدح نارا يصطلي بها أهله فلم توز زنده حتى فعله ذلك ثلاث مرات وأنه طرحها ضجرا ثم إنه رأى نازا عظيمة من جانب الطور فذلك قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل وسار بأهلوه *انس من جانب الطور بكارا قال لأهله امكثوا إني مانست نار لعلى ماتيكݣم منها بخبر أو مذوة مب

Page 168