============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام ايوسف: الآية 10) يعني بعض المسافرين فيذهبوا به فتستريحوا منه وترجع محبة أبيكم إليكم فاتفقوا على ذلك، فإذا هم بيوسف فقالوا له: يا يوسف ألا تشتاق أن تخرج معنا إلى الصحراء فتلعب وتنشط وتتفرج وتتعود عادة الرجال وتتصيد وتستأنس بنا؟ قال: واشتهى الغلام ما قالوه له، وقالوا: فاسأل أباك أن يرسلك معنا، قال: أفعل واسألوه أنتم أيضا فدخلوا عليه بجماعتهم وقالوا وكان ليعقوب يوم خلوة بتعبد فيه ولا يكون معه آحد في خلوته إلا يوسف فإنه كان لا يغيب عنه فلما دخلوا عليه وعنده يوسف قالوا: قالوا يكتأبانا ما لك لا تأمثا على يوسف وإنا له لنتصحون أرسله معنا [يوسف: الآيتان 11، 12] أرسله معنا غذا يرتغ ويلعب} (يوسف: الآية 12] ويتفرج ويتعود عادة الرجال، فقال يعقوب إنه صبي وإن أرضكم أرض مسبعة فعسى آن يرهقه ذتب آو شيء فلا يستطيع دفعه عن نفسه فياكله الذيك وأنشر عنه غلفلوب} [يوسف: الآية 13] بماشيتكم، قالوا: وكيف نغفل عنه ونحن عضبة إنا إذا لخسرون [يرسف: الآية 14]. وروى (عبد الله بن سلام) (1) أن يعقوب قد رأى قبل ذلك في منامه كأن ذيبا جاء فأخذ يوسف من يعقوب فانتبه يعقوب حزينا لرؤياه فمن ذلك قال: وأخاف أن يأكله الذئب [يوسف: الآية 13] ويقال لا بل رأى يعقوب عشرة ذثاب قد أحاطت بيوسف وأراد يعقوب آن يأتيه فينقذه منها فلم يجد إليه سبيلا وإن الأرض انشقت فدخل يوسف فيها ثم خرج بعد ثلاثة أيام فلذلك قال ما قال وإن إخوة يوسف لما لم يحبهم آبوهم قالوا ليوسف: اسأل أباك أن يأذن لك في الخروج معنا فنتفرج فقال: إن أذن لي كنت أحت ذلك وسأل أباه آن يرسله معهم، فقال يعقوب والله يا بني لولا ما أرى من حرصك على الخروج مع إخوتك ما أذنت لك ولكن اخرج فان الله خليفتي عليك، ويقال إنه غسل رأسه ودهنه وطيبه وألبسه ثيابا تليق به ثم قال لإخوته: قد علمتم حبي له وحرصي فإتاكم أن تغفلوا عنه حتى تردوه إلي وأوصيكم بالعطف والتعاهد له ما قدرتم، ثم قال ليوسف يا بني لا تنس الله حيث كنت فينساك ولا تغفل عنه ولا تتضرع إلى أحد من المخلوقين إن نزلت بك بلية فإن جدك إبراهيم عليه السلام حين ابتلي بالنار قال حسبي الله ونعم الوكيل، يا بني واذكرني أبدا فإن ذكرك لا يفارقني قال: ثم حمله يعقوب على عاتقه حتى خرج من الدار ثم إن إخوته آخذوه منه وحملوه وجعلوا يبتدلونه من كتف إلى كتفي إلى أن غابوا عن عين أبيهم، فلما خرجوا إلى الصحراء (1) عبد الله بن سلام بن الحارث الإسراتيلي، ثم الأنصاري، كان حليفا لهم من بني قينقاع، وهو من ولد يوسف بن يمقوب عليهما السلام، وكان اسمه في الجاهلية، الحصين، فسماه رسول الله لة حين أسلم عبد الله، وكان إسلامه لما قدم النبي المدينة مهاجرا توفي سنة (43 ها. ابن الأثير الجزري، أسد العابة 265/3.
Page 108