Histoire de la littérature en langue arabe
تاريخ آداب اللغة العربية
Genres
صلى الله عليه وسلم
فاجمعوه!» ودونه بأمره ابن شهاب الزهري وغيره. «موطأ مالك بن أنس»
وفي عصر أبي جعفر المنصور المتولي الخلافة العباسية سنة 137، صنف الإمام مالك بن أنس «الموطأ» بإشارته، وقد قال الخليفة إنه لم يبق على وجه الأرض أعلم مني ومنك، وإني قد شغلتني الخلافة، فضع للناس كتابا ينتفعون به، تجنب فيه رخص ابن عباس، وشدائد ابن عمر، ووطئه للناس توطئة. قال مالك: والله لقد علمني التصنيف. وكان تصنيف «الموطأ» بالمدينة، وفي هذا العصر وبعده صنف في السنة كثير من الأئمة كل على حسب ما سنح له وانتهى إليه علمه.
وكانت الأحاديث تدون ممزوجة بأقوال الصحابة وفتاوي التابعين وغيرهم، ممزوجا فيها الصحيح بغيره إلى أن جاء: (1) الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المولود في بخارى سنة 194، وصنف كتابه في الأحاديث الصحيحة خاصة؛ والسبب في ذلك على ما روي عنه أنه قال: «كنا عند إسحاق بن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ! قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع «الجامع الصحيح»، وقد ألفته في بضع عشرة سنة.» وفيه من الأحاديث (كما في «تقريب النواوي») سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون بالمكررة، وبحذف المكرر أربعة آلاف (وفي غيره ما يخالف ذلك).
وقد طبع «صحيح البخاري» عدة مرات في مصر وغيرها، وفي عصرنا الحاضر سنة 1313 أمر أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد بطبع خمسة آلاف نسخة منه بمطبعة بولاق الأميرية، وأمر أن تراجعه وتصححه طائفة من علماء الأزهر، وأن توزع النسخ المطبوعة على العلماء ومواضع العلم. وقد منحت نظارة معارفنا منه خمسمائة نسخة فوزعتها على أهليها.
وقد اعتنى الأئمة ب «صحيح البخاري»؛ فمنهم من شرحه ومنهم من اختصره.
فمن الشارحين له: الحافظ ابن حجر المولود سنة 773، وسمى شرحه: «فتح الباري» وهو أحد عشر جزءا، والقسطلاني المولود بمصر سنة 851، وسمى شرحه «إرشاد الساري» وهو عشرة أجزاء، وكلا الشرحين مطبوع بمطبعة بولاق الأميرية.
ومن المختصرين له: الإمام الحسين الزبيدي، فرغ من مختصره المسمى «بالتجريد» سنة 889.
ثم تلا البخاري (2) تلميذه مسلم، فصنف جامعا آخر في الأحاديث الصحيحة وفيه أربعة آلاف حديث بإسقاط المكرر (كما في «تقريب النواوي» وفي «التقريب» وشرحه)، واختص مسلم بجمع طرق الحديث في مكان واحد بأسانيده المختلفة، وألفاظه المختلفة، فسهل تناوله، بخلاف البخاري فإنه قطعها في الأبواب بسبب استنباطه الأحكام منها.
Page inconnue