Histoire de la littérature arabe au XIXe siècle et au premier quart du XXe siècle
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Maison d'édition
دار المشرق
Numéro d'édition
الثالثة
Lieu d'édition
بيروت
Genres
هذا ولو شئنا لا تسعنا في ذكر منظومات نيقولا الترك وإنما نجتزئ بهذا القليل وفيه كفاية لتعريف طريقة ذلك الشاعر الذي كان من أعظم السُعاة في النهضة الأدبية في مبادئ القرن التاسع عشر وديوانهُ يستحقُّ الطبع لان صاحبهُ الأديب نظمهُ في وقت كسدت فيهِ تجارة الآداب فيشفع في ضعف بعض أقسامهِ الكثير من محاسنهِ.
وممن نلحقهم بهؤلاء الشعراء بعض من معاصريهم النصارى ابقوا لنا آثارًا من فضلهم وهي تآليف ومصنفات أدبية غير الشعر وأولهم جرمانوس آدم الحلبي الذي لعب دورًا مهمًا في تاريخ زمانهِ. ولد في حلب في أواسط القرن الثامن عشر ونشأ فيها ثم تخرج في الآداب الكنسية والعلوم الدينية والمعارف الدنيويَّة في رومية العظمى حتى أصاب منها قسمًا صالحًا. وقد عُهدت إليه لمقدرته عدَّة مهمات قام بها قيامًا حسنًا وتولى القضاء مدَّة في لبنان ولهُ تآليف متعددة تشهد لهُ بقوة الفهم واتساع المعارف وأكثرها دينيَّة منها كتاب إيضاح اعتقاد الآباء القديسين في الحاد المشاقين وهو سفرٌ كبير وإيضاح البراهين اليقينية على حقيقة الأمانة الأرثوذكسية وكتاب المجامع لكباسوطيوس (Cabassut) ولهُ تآليف أخرى شطَّ فيها عن تعليم الكنيسة الكاثوليكية لكنَّه رذلها قبل وفاته نادمًا. وتوفى في زوق ميكائيل في ١٠ ت٢ سنة ١٨٠٩.
وفي عهده عرف راهب من ملته الروم الكاثوليك وعاش بعده ردهًا من الدهر أعني به سابا بن نيقولا الكاتب الشهير بالخوري سابا. كان مولده حمص وكان أبوه من الروم الأرثوذكس وأمه كاثوليكية فنشأ على دين والده مدة ثم أهمل نفسه لملاذ الدنيا حتى ارعوى وارتد إلى الله بعد أن رأى عيشة الرهبان الكاثوليك في دير المخلص فتبعهم في دينهم ثم في طريقتهم النسكية وأخذ العلوم العربية عن الشيخين يوسف الحر من علماء الجباع وأحمد البزري. وبعد كهنوته سافر إلى رومية حيث أتقن العلوم الفلسفية واللاهوتية وتعلم اللغات الأوربية ثم رجع إلى الشرق وانكب على الأعمال الخيرية إلا أن الأمراض دهمته فأحوجته إلى لزوم ديره فانقطع إلى التأليف وصنف كتبًا عديدة
1 / 44