الإسلامية: وذكر في المقالة الثامنة ولاة بغداد من حسن باشا سنة ١٠٠٦ إلى سليمان باشا ١٢٢٣ وله كذلك فصل في أدباء الموصل وشعرائها (Brit. Mus. no ١٢٦٦) .
وعرف أيضًا الشيخ أبو الفوز محمد أمين السويدي البغدادي صاحب كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب اختصره عن القلقشندي نحو السنة ١٢٢٩ (١٨١٤) والكتاب قد طبع على الحجر في بمباي سنة ١٢٩٤ توفي كاتبه سنة ١٢٣٦هـ (١٨٢١م) . وفي السنة ١٢٤٠هـ (١٨٢٥م) مات بغدادي آخر الأديب عثمان بن سند النجدي.
وإن انتقلنا الآن إلى ذكر النصارى الذين أبقوا لما من قرائحهم الوقادة ثمارًا جنية بالنظم والنثر لوجدنا قومًا منهم زانوا بآثارهم جيد الآداب واستحقوا شكر السلف مع قلة ما كان لديهم في ذلك الوقت من الوسائل للتتر في العلوم البيانية.
وأول من نذكر منهم رجل عصره الذي ترجمناه سابقًا في المشرق (٣ (١٩٠٠): ٩ - ٢٢) وهو ميخائيل البحري الشاعر الرومي الملكي الحمصي الأصل. كان متفننًا بالآداب العربية وينظم الشعر الرائق كما ترى في الأمثلة التي أثبتناها عنه في سيرته وقد شهد له أدباء عصره بجود القريحة. قال الشيخ أحمد البربير يمدحه:
رعى الله حمصًا إذا صبت نَحْوَ من لهُ ... بيانُ معانٍ في البديع من الشعرِ
بليغُ غدا كالبحر والنظمُ درُّهُ ... وهل يُستفادُ الدرُّ إلا من البحرِ
أزهر ميخائيل البحري في أواخر القرن الثامن عشر وخدم الجزار في ديوان عكا وبعد مدة تغير عليه وألقاه في السجن. قال الأمير حيدر الشهابي في تاريخ سنة ١٢٠٣هـ (١٧٨٨م): (وفي هذه السنة اعتنق الجزار ميخائيل البحري الذي كان مسجونًا بعد ما قطع أذنيه وأنفه) . وكنا روينا في المشرق (٣ (١٩٠٠): ١٢) عن بعض الرواة أنه أدرك القرن التاسع عشر ثم وجدنا في ديوان الشاعر المجيد بطرس كرامة (ص١٠٤) تاريخًا لوفاة المذكور في سنة ١٧٩٩ قاله نظمًا:
لكَ الرَحمات يا لحدًا ثواهُ ... بديعٌ فضلهُ سامي الأرائكْ
ويا لهفي على من فيكَ أمسى ... ويا أسفي لدرٍّ في ثرائكْ
حويتَ الكوكب البحري علما ... فيا عجبي لبحرٍ في خبائكْ
ولما أن ثوى نودي إليه ... هلمَّ إلى سرور في علائكْ
وفي الملكوت أرّخْ ناطَ فوزًا ... بميخائيلَ تبتهج الملائكْ
1 / 32