273

Histoire de la littérature arabe au XIXe siècle et au premier quart du XXe siècle

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Maison d'édition

دار المشرق

Édition

الثالثة

Lieu d'édition

بيروت

Genres

وكان بيته أشبه بمنتدى العلماء وطنه يجتمع فيه الشعراء والأدباء فمدحه بعضهم بقصائد غراء ولنصر الله كتاب في الأدب دعاه منهاج العلم وكتاب في فلسفة يسمى أثمار التدقيق في أصول التحقيق طبع في المطبعة الأدبية سنة ١٨٨٨ (ص ٨٩) توفى نصر الله سنة ١٨٨٢.
أما (جبرائيل) فكان والده في ٢ نيسان سنة ١٨٣٦ ونشأ على آداب والده ودرس في مدارس الرسلين في عين طورة وحلب. وكان مغرما بالعلوم العصرية فأحرز منها حصة حسنة وانكب على الفنون العربية ودرس آثارها نثرا ونظما فصار من أوسع أهل وطنه معرفة بآداب العرب. وسافر غير مرة إلى الأستانة وتعلم فيها التركية وتجول في الأقطار حتى بلغ إسبانيا والبرتغال وبلاد الجزائر وحط عصا التسيار في باريس فحرر مدة صحيفة (الصدى) لسان حال السياسة الفرنسوية وصار ترجمانا لوزارة المعارف وتعرف في منصبه بكثيرين من أهل الوجاهة القادمين إلى باريس. ثم استدعاه الوزير خير الدين باشا لما قلد منصب الوزارة إلى دار السلطنة لينشأ فيها صحيفة السلام لكن تلك الجريدة لم تلبث أن تلغى بعد استقالة خير الدين باشا فطلبه المكتب العلمي في فيانا ليدرس العربية في كليتها ففعل مدة سنتين. وصنف هناك بعض المصنفات منها رسالة في ملخص التاريخ العام ورسالات لغوية. ثم عاد إلى وطنه سنة ١٨٨٤ بعد تغيبه عنه نحو عشرين سنة. فبقي مدة يتعاطى الآداب. وهناك اجتمعنا به سنة ١٨٨٧ ونقلنا بعض مخطوطات مكتبته. وما كنا لنظن أن هذه المكتبة ستباع يوما ويقع في يدنا كثير من آثارها. وكأن صاحب الترجمة لاختلاطه بأهل السياسة في أوربة عرف ما تقتضيه بلاده من الإصلاحات ففرط منه بعض أقوال نقلت إلى ذوي الأمر فألقي في الحبس وبقي هناك إلى يوم وفاته. وقيل أنه قتل مسموما في اليوم الذي جاء الأمر بإطلاقه والله أعلم. وكان بين جبرائيل الدلال وبعض مشاهير العصر وشعرائه مراسلات ومساجلات. وله قدود غناء وكان بارعا بأصول الموسيقى. وقد جمع الأديب البارع قسطاكي أفندي الحمصي ما وجده من آثاره الأدبية في كتاب دعاه السحر الحلال في شعر الدلال وصفناه في المشرق (٦ (١٩٠٣): ٨٥٩) واقتطفنا بعض جناه. وله فيه قصائد غراء مدح فيها علية زمانه فمن ذلك قصيدة نظمها في ناصر الدين شاه ملك إيران منها قوله في مدح السلم والعدل:

1 / 274