Histoire de la littérature arabe au XIXe siècle et au premier quart du XXe siècle
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Maison d'édition
دار المشرق
Numéro d'édition
الثالثة
Lieu d'édition
بيروت
Genres
أحسن بمصرَ وما شاءت مَواليها ... من لي بهادٍ إلى مدحٍ يوازيها
عاينتُ أكثرَ مما كنتُ أسمعهُ ... من عزةِ النفس والتقوى بأهليها
محروسةٌ صانها المولى بقدرتهِ ... وعينهُ لم تزل يَقْظى تراعيها
فيها مباني عِمادِ المجد من قِدَمٍ ... تُعَدُّ أعجوبةَ الدنيا مبانيها
من فائض النيل تُسقى مثلما شرعت ... من فائض العلم تَسْقي من ثوى فيها
تبارك الله ما أشهى خمائلها ... تستنشق الروح رَّياها فتُحييها
فالبحرُ أوسطُها والَبرُّ حاط بها ... والسهلُ والوعر كلُّ من فحاويها
سبحان من يجمع الدنيا بواحدةٍ ... فتحتوي كل ما تحوي أقاصيها
أهرامها الشمُّ وآثارها شاهدةٌ ... بعزةٍ الملك من إعصار بانيها
تُدعى بقاهرة الأعداء عن ثقةٍ ... ومنبعُ العلم من اسْمي أساميها
ودَّعتُ قلبي لدى نظمي مؤرخَه ... وداعً مصرٍ فإني غير ناسيها
(١٨٨٩) وعرف أيضًا في هذا الزمان أحد رؤساء أساقفة قبرص المطران (يوسف الزغبي) درس في مدرستنا الاكليريكية في غزير ثم علّم في كلية ليل من أعمال فرنسة اللغتين العربية السريانية وسعى في أيام أسقفيته بإنشاء مدرسة قرنة شهوان سنة ١٨٨٥ فنالت بهمته نجاحًا. وله كتاب في الفلسفة لم يسعده الوقت على إتمامه. وتوفي في أواسط كانون الأول من السنة ١٨٩٠.
أما الكهنة الموارنة فنال السبق بينهم في الآداب الخوري (أرسانيوس الفاخوري) ولد في بعبدا سنة ١٨٠٠ وتوفي في غزير سنة ١٨٨٣ خدم الكنيسة والوطن بكل تفان فاتخذه القصّاد الرسوليون كمعاون لهم في أشغالهم. ولزم مدة أعمال القضاء في لبنان ودرس العلوم العربية والقوانين الفقهية لكثير من الطالبين كما ذكر في ترجمته المطولة التي نشرناها في المشرق (٣ (١٩٠٠): ٦٠٦ - ٦١٦) . وعددنا هناك ما أبقى من الآثار الجليلة كشرح ديوان المتنبي وشرح ديوان المطران فرحات ومطول في الصرف والنحو. وقد طبع من تآليفه كتابه روض الجنان في المعاني والبيان وكتابه زهر الربيع في فن البديع والميزان الذهبي في الشعر العربي. وله ديوان كبير اقتطفنا منه بعض قصائده في المشرق منها بديعيته (المشرق ٤ (١٩٠١): ٢٦) وقصيدته في خميس الأسرار (٢٠ (١٩٢٢): ٣٨٥) وفي قبر المسيح (٣ (١٩٠٠): ٣٦٣) وغير ذلك.
1 / 240