Histoire de la littérature arabe au XIXe siècle et au premier quart du XXe siècle
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Maison d'édition
دار المشرق
Numéro d'édition
الثالثة
Lieu d'édition
بيروت
Genres
والفخرُ نادى منشدًا ... أرَخْ غلامٌ باهرُ
(١٢٧٩)
أحمد فارس الشدياق
كان مارونيًا لبناني الأصل مولده في عشقوت سنة ١٨٠٤ ثم انتقل إلى والديه إلى ساحل بيروت سنة ١٨٠٩ فسكن الحدث ودرس مبادئ العلوم اللسانية في عين ورقة ثم قصد القطر المصري فأتقن فيه العربية وجعل يكتب في أول جريدة ظهرت هناك أي الوقائع المصرية وفي السنة ١٨٣٤ دعاه المرسلون الأمير كان إلى مالطة وولوه إدارة مطبعتهم فتظاهر بالدين البروتستاني وخدم الرسالة الأميركية بنشاط وطبع في مالطة بعض مصنفاته وألف هناك كتابه الموسوم (بالواسطة في معرفة مالطة) ثم تجول مدة في أنحاء أوربة وخصوصًا في فرنسة وإنكلترا فأكرم أهل تلك البلاد مثواه وصنف حينئذٍ كتابه الفارياق الذي لم يرع فيه جانب الأدب وشفعه بكتاب آخر أجدى نفعًا وأصوب نظرًا دعاه (كشف المخبأ عن أحوال أوربا) واشتغل في لندرا في تعريب ترجمة التوراة فزادت بذلك شهرته. ولما جاء باي تونس أحمد باشا زائرًا مدينة باريس مدحه الشدياق بلامية جارى فيها لامية كعب ابن زهير فأعجب من حسن نظمه ودعاه إلى خدمة دولته في تونس فلبى دعوته ورحل إلى المغرب وكان هناك يحرر جريدة الرائد التونسي. وفي مدة إقامته في تونس سؤل إليه أعيانها بأن يعتنق الدين الإسلامي فجحد البروتستانية طبعًا بالمناصب كما جحد الكثلكة طمعًا بالمال. وفي السنة ١٢٧٤ (١٨٥٧) طلبته الصدارة العظمى إلى الآستانة وعهدت إليه تصحيح مطبوعاتها بضع سنوات. وهناك باشر السنة ١٢٧٧ (١٨٦٠) جريدته الشهيرة بالجوائب فظهرت ٢٣ سنة بإنشائه وإنشاء ولده سليم إلى السنة ١٨٨٤ فأبطلت وحصلت بينه وبين شيوخ الإسلام منافرات فنسبوه إلى المراء في دينه الحديث. وكانت وفاة أحمد فارس بعد ذلك بثلاث سنوات توفي في الآستانة سنة ١٨٨٧ ثم نقلت رفاته إلى لبنان كما أوصى قبل موته فرثاه شعراء زمانه. وقد هجاه بعض مواطنيه بهذا التاريخ:
يا مَنْ رحلتَ إلى الجحيم مسوكرًا ... لم يبق بعدك للسفاهة باقٍ
ناداك إبليسُ الرحيم مؤرخًا ... هنَئت بَأحمدَ فارس الشدياقِ
وقد أخبرنا الشيخ المرحوم ظاهر الشدياق أحد انسباء أحمد فارس أن المترجم قبل
1 / 212