طبقات العرب:
المؤرخون على أن العرب قسمان: بائدة، وباقية؛ ويسمون البائدة بالعرب العاربة، على التأكيد للمبالغة -كما يقال: ليل لائل، وصوم صائم، وشعر شاعر: يؤخذ من لفظه فيؤكد به- وذلك لرسوخهم في العربية كما يقولون.
ويقسمون الباقية إلى قسمين: يسمون الأول بالعرب المستعربة؛ لأنهم ليسوا بصرحاء في العروبة، ولا خلصًا، بل هم استعربوا بانتقال الصفات العربية إليهم ممن قبلهم، وهم من بني حمير بن سبأ؛ ويسمون القسم الثاني بالعرب التابعة للعرب، وهم من قضاعة وقحطان وعدنان وشعبيها العظيمين: ربيعة ومضر.
وقد يقسمون العرب إلى ثلاث طبقات: بائدة، وعاربة، ومستعربة١. ويريدون بالبائدة القبائل الهالكة، وبالعاربة عرب اليمن ومن ولد قحطان، وبالمستعربة أولاد إسماعيل ﵇؛ لأنه كان عبرانيا فاستعرب بعد أن اتصل بجرهم الثانية من ولد قحطان وأصهر إليهم.
وقد يطلقون على القسم الأول من قسمي العرب الباقية: القحطانية، والسبئية، والحميرية، والكهلانية، واليمنية، والكلبية. وعلى القسم الثاني: الإسماعيلية، والعدنانية، والمعدية، والمضرية، والقيسية.
العرب البائدة:
وهذه يريدون بها القبائل التي بادت واندثرت أخبارها فلم يقع إلى التاريخ شيء منها، وهي: عاد، ومسكنهم الأحقاف.، وثمود في الحجر، وأميم في بادية أبار بين عمان والأحقاف، وعبيل: في يثرب. وطسم وجديس: ومسكنهم اليمامة. والعمالقة: وهم قبائل عدة مساكنهم عمان، والحجاز وتهامة ونجد وتيماء وبطره -وهي التي سماها اليونان بالعربية الصخرية، غير البتراء المذكورة في سيرة ابن هشام٢- وفلسطين، وجاسم: وهي قبيلة تفرعت من العماليق. وجرهم الأولى: ومسكنهم باليمن -ومن بقايا جرهم الثانية الذين هاجروا إلى مكة وتزوج منهم إسماعيل ﵇ ثم ألحدوا في الحرم فنزل بهم العذاب- ووبار: ومسكنهم أرض وبار باليمن٣.
_________
١ يسمي بعضهم البائدة بالعاربة، والقحطانية بالمتعربة، والإسماعيلية بالمستعربة: وبعضهم يجعل المتعربة والمستعربة مترادفتين، ويراد بهما الإسماعيلية؛ واختلاف المؤرخين في ذلك إنما جاء في تطبيقهم أقوال علماء اللغة على التاريخ؛ فإنهم يريدون في اللغة بالعاربة والعرباء: الخلص، وبالمتعربة والمستعربة: الدخلاء.
٢ ذكرت في سياق غزوة النبي ﷺ لبني لحيان. وأين بنو لحيان من أرض الأنباط.
٣ عد ابن دريد في الجمهرة، العرب العاربة سبع قبائل، وقال: هي عاد، وثمود، وعمليق، وطسم، وجديس، وأميم، وجاسم. وعدهم ابن قتيبة تسعًا كما سيأتي.
1 / 33