[الخليفة الراضي يقلّد ابن راشد إمرة الأمراء]
وقلّد الراضي لمحمد بن رايق إمرة الأمراء، وفوّض إليه تدبير دولته، وأمر أن يخطب له على سائر المنابر التي في مملكته،
[ابن رائق يستولي على أمور الدولة العباسية]
واستولى ابن رايق (١) على الأمور، واستكتب أحمد بن علي الكوفي، ونظر فيما كان الوزراء ينظرون فيه، وبطل منذ ذلك الوقت أمر الوزراء، فلم يكن للوزير نظر في شيء من الأشياء، ولا كان له غير اسم الوزارة، وكذلك سائر من تقلّد الإمارة لخلفاء بني العبّاس بعد ابن رايق، وإلى (٢) هذه الغاية، وصارت أموال النّواحي تحمل إلى خزائن الأمراء، فيأمرون فيها وينفقون ما يرون، ويطلقون لنفقات السلطان ما يريدون، وعطّلت بيوت الأموال.
[ابن رائق يولّي بجكم التركي على الأهواز]
وولّى محمد بن رايق (٣) الأهواز لغلام تركي يسمّى (٤) بجكم (٥) فعظم حاله وكثر ماله وتوفّر جيشه، فسار إلى بغداد لمحاربة ابن رايق، والتقيا بموضع يعرف بديالى (٦) [في ذي القعدة من سنة ٣٢٦] (٧)، فانهزم ابن رايق،
[دخول بجكم بغداد ووزارته للراضي]
ودخل بجكم إلى بغداد، وأكرمه الراضي وخلع عليه وجعله أمير الأمراء (٨)، واستكتب [بجكم] (٩): محمد بن يحيى بن شيرزاد (١٠) يدبّر الأحوال، فقام مقام الوزراء من غير تسمية بوزارة.
[سنة ٣٢٧ هـ]
[وفاة الفضل بن جعفر وزير الراضي]
ومات الفضل بن جعفر (١١) وزير/٨٣ ب/الراضي بالرملة [في جمادى
_________
(١) في الأصل وطبعة المشرق ٩٣ «بن رايق» وما أثبتناه عن البريطانية.
(٢) في الأصل وطبعة المشرق «والي».
(٣) في (ب) «دايق» و«ذايق». .
(٤) في البريطانية «اسمه». .
(٥) في بترو و(ب) «بحكم». .
(٦) ديالى: بفتح أوله وإمالة اللام، نهر كبير بقرب بغداد، وهو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها، وهو الحدّ بين طريق خراسان والخالص، وهو نهر تامّرا بعينه. (معجم البلدان ٢/ ٤٩٥).
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو.
(٨) أنظر: العيون والحدائق-ج ٤ ق ٢/ ٦٤، والكامل في التاريخ ٨/ ٣٤٧.
(٩) زيادة من بترو و(ب) وورد فيهما «بحكم». .
(١٠) في بترو «سراد»، وفي (ب) «سيراد».
(١١) زاد في نسخة بترو: «بن الفرات بن حربانه».
1 / 22