Histoire des prophètes et des rois
تاريخ الطبري
Genres
مضى له من المدة ما مضى وهو طين صلصال كالفخار، وأراد عز وجل أن ينفخ فيه الروح، تقدم إلى الملائكة فقال لهم: إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.
فلما نفخ فيه الروح أتته الروح من قبل رأسه، فيما ذكر عن السلف قبلنا أنهم قالوه.
ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي- في خبر ذكره- عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس- وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود- وعن ناس من اصحاب النبي ص: فلما بلغ الحين الذي أراد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح، في رأسه عطس، فقالت الملائكة: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله عز وجل له: رحمك ربك فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فذلك حين يقول: «خلق الإنسان من عجل» ، «فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين» ، «أبى واستكبر وكان من الكافرين» ، فقال الله له: «ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك» لما خلقت بيدي، قال: أنا خير منه، لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين، قال الله له: «فاهبط منها فما يكون لك» - يعني ما ينبغي لك- «أن تتكبر
Page 94