أو أوجس القلب من خوف لهم فزعا
حتى نموت جميعا أو نعيش معا
ثم بكى وقال:
اللهم إن كنت تعلم أن محمدا إنما خرج غضبا لك ونفيا لهذه النكتة السوداء وإيثارا لحقك فارحمه واغفر له واجعل له الآخرة خير مردا ومنقلبا من الدنيا )) (1) .
اجمع الناس على بيعته(ع) وحوى ديوانه مائة ألف رجل وبث دعاته في الأمصار واستولى على واسط والأهواز وفارس وظفر بخزان الأموال من ولاة العباسيين فانتهج معهم مبدأ العدل الذي كان ينادي به ويقول:(( هل هي إلا سيرة علي (ع) أو النار ))وجيء إليه بهؤلاء الناس فسألهم المال. فأنكروا أن يكون معهم شيء, فاستحلفهم وخلى سبيلهم دون ضغط أو إكراه فكان يقول للرجل منهم: (( إن ظهر عندك مال عددتك كذابا )). ويقول: (( لا حاجة لي في مال لا يستخرج إلا بالعذاب )). وكان يرشد أصحابه ويعلمهم ويبين لهم واجباتهم في رفع الظلم ودفع المفاسد، ومن كلام له لأصحابه: (( أيها الناس إني وجدت جميع ما تطلب العباد من جسيم الخير عندالله عز وجل في ثلاث: في المنطق، والنظر، والسكوت، فكل منطق ليس فيه ذكر فهو لغو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو سهو، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو غفلة، فطوبى لمن كان منطقه ذكرا، ونظره اعتبارا، وسكوته تفكرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته، وسلم المسلمون منه )) (2) .
Page 91