وبرز القاسم بن الحسن (ع) وحمل على القوم فضربه عمر بن سعد بن نفيل الأزدي على رأسه فسقط القاسم على وجهه وصاح ياعماه فانقض الحسين (ع) كالصقر وشد عليهم، وضرب عمرا بالسيف فاتقاه بيده فقطعها. وصاح عمر فحملت خيل الكوفة لينقذوه فداسته الخيول حتى مات وانجلت الغبرة والحسين (ع) واقف على رأس القاسم وهو يضرب برجليه الأرض والحسين (ع) يقول: (( بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) ثم قال: (( عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوته. والله هذا يوم كثر واتره وقل ناصره> ثم حمله على عاتقه حتى وضعه بين قتلى أهل بيته (ع) (1).
إن التربية الإيمانية الصحيحة هي التي جعلت الأضفال الذين فقدوا آباءهم يخرجون إلى أرض المعركة ليستأذنوا الحسين (ع) وهتافهم يتردد:
أميري حسين ونعم الأمير
له طلعة مثل شمس الضحى
على وفاطمة والداه
سرور فؤاد البشير النذير
له غرة مثل بدر منير
فهل تعلمون له من نظير (2)
صور من ظلم الأطفال
لم يتورع القوم في كربلاء عن قتل الأطفال حتى الذين في المهد فقد رزق الحسين(ع) طفلا وهو في المعركة وجيىء به إليه فأخذه في حجره وسماه عبدالله وبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم في وريده فنحره فرفرف الطفل كالطائر المذبوح وأخذ الحسين(ع) دمه فجمعه ورمى به إلى السماء فما وقعت منه قطرة إلى الأرض (3).
وفي أيام المختار الثقفي استدعى المختار حرملة وسأله عن هذا الطفل وكيف أقدم على قتله ثم أمر به فذبح كما فعل بالطفل.
Page 68