(( اللهم إني أشكو إليك ما يصنع بابن بنت نبيك. اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا. ثم حمل القوم على الحسين (ع) وتناوشته السهام والرماح والسيوف وتقدم شمر بن ذي الجوشن فطعنه برمحه وضربه آخر على كتفه. وسقط الحسين(ع) على الأرض. فنزل سنان بن أنس النخعي فاحتز رأس الحسين(ع) وقيل خولي بن يزيد الأصبحي وقيل أنه ارتعد فنحاه شمر وهو يقول: (( فت الله في عضدك )) ونزل واحتز الرأس.
وما كاد القوم ينتهون من قتل القوم حتى هرعوا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينازعوهن الحلي وما عليهن من الملابس، دون أن تمنعهم مروءتهم، وانقلبوا إلى جثة الحسين(ع) يأخذون ما عليها من كساء مزقته السيوف والرماح، وأوشك القوم أن يتركوا الجثة عارية على الأرض لولا سراويل بالية كان قد لبسها الإمام الحسين(ع) بالية ممزقه، وتعمد ذلك ليتركوها على جسده ولا يسلبوها، لأنه يعرف دناءتهم وخستهم.
ثم أوطئوا الخيل جثته الشريفة وصدره حتى رضوا صدره وظهره ثم أضرموا النار في الخيام، وساقوا بنات رسول الله سبايا إلى ابن زياد.
أما الجثث الطاهرة فقد خرج لها جماعة مع الليل من بني أسد ودفنوها على ضوء القمر وصلوا عليها ودفنوها هناك. يقول العقاد عن ذلك: ص4. فهي اليوم مزار يطيف به المسملون متفقين ومختلفين، ومن حقه أن يطيف به كل إنسان، لأنه عنوان قائم لأقدس ما يشرف به هذا الحي الآدمي بين سائر الأحياء. فما اظلت قبة السماء مكانا لشهيد قط هو أشرف من تلك القباب بما حوته في معنى الشهادة وذكرى الشهداء>> (1).
بعد المعركة
بعث عمر بن سعد برأس الحسين (ع) إلى ابن زياد مع بشر بن مالك فوضعه بين يدي ابن زياد وهو يقول:
أوقر ركابي فضة وذهبا ... فقد قتلت الملك المحجبا
Page 62