سياسة الحكم الأموي انتهج الأمويون سياسة الترغيب والترهيب تجاه أفراد المجتمع فتارة يخضعونهم بالأموال والتضليل، وتارة بالقمع والإرهاب منذ تولى معاوية الأمر حتى نهاية الدولة الأموية، وبدأوا سياستهم تلك بطمس مآثر أهل البيت (ع) فجعلوا لعن علي (ع) (1) سنة يتقرب بها الإنسان إلى ربه فكان يلعن من فوق سبعين ألف منبر في خطبة الجمعة حتى هلك عليها الكبير وشب عليها الصغير، واستخدموا المضللين من المحدثين والقصاص لوضع الأحاديث المفتراة والكاذبة فقد روى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه. قال حدثتني عائشة قالت: (( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل العباس وعلي فقال ياعائشة: إن هذين يشير إلى علي والعباس يموتان على غير ملتي، أو قال على غير ديني )) (2) .
وبذل معاوية لسمرة بن جندب أربعمأة ألف درهم فصعد على المنبر وتلا قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} وقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أنها نزلت في علي بن أبي طالب (3) .
لقد كان لهذا التضليل الإعلامي مفعوله الساحر على الجهال وأصحاب الأهواء فصارت طاعتهم عمياء يسيرها معاوية وبنوه كيفما أرادوا.
Page 50