مواجهته (ع) لمعاوية جمع معاوية جيشه وتوجه لحرب الحسن فجهز الحسن جيشه لمواجهة معاوية، بيد أن معاوية استعمل الغدر والخيانة واستمال عبيدالله بن العباس إليه (1) ثم بث معاوية سمومه في صفوف جيش الحسن (ع) فوثبوا على الإمام الحسن (ع) وكادوا يقتلونه وانتهبوا بيت ماله فاضطرته تلك الحوادث إلى التخلي عن الأمر فصعد المنبر وقال بعد الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(( أيها الناس والله ما بين حابلص وجابلق يشير إلى آخر بلد في المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري وغير أخي، فليكن استماعكم لقولي على قدر معرفتكم بحقي. أيها الناس إنا كنا نقاتل وفينا الصبر والحمية فقد شيب الصبر بالجزع وشيبت الحمية بالعداوة وإنكم أصبحتم اليوم بين باكيين: باك يبكي لقتلى صفين خاذل، وباك يبكي لقتلى النهروان ثائر، وإنكم قد دعيتم إلى أمر ليس فيه رضى ولا نصفة فإن كنتم تريدون الله واليوم الآخر حاكمناهم إلى ظبات السيوف وأطراف الرماح وإن كنتم تريدون الحياة الدنيا أخذنا لكم العافية (2) )) فتنادى الناس من جوانب المسجد (( البقية البقية )) أي يريدون الحياة ومن هنا نجد أن الإمام الحسن (ع) بين لأصحابه أن البيعة لمعاوية غير مشروعة، ولا يقرها الإسلام، وأنه يجب عليهم مجاهدته إن كانوا يريدون الفوز بالجنة، وتحقيق العدالة لأفراد الأمة الإسلامية. ولم ينس الحسن (ع) أن يضمن سلامة الأمة وأفرادها المستضعفين عندما مالوا إلى الخضوع والإستسلام وتخلوا عنه وتركوه، فاشترط على معاوية أن لا يتعرض لأحد بسوء وقفل راجعا مع أخيه الحسين إلى المدينة المنورة.
وفاة الإمام الحسن (ع):
Page 48