حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهَا قَالَ: فَلَقِيَ عُمَرَ قَالَ: " يَا عُمَرُ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: الْجُوعُ قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ " قَالَ: الشَّوْقُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِهِ قَالَ: " انْطَلِقُوا فَأْتُوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ "، فَسَأَلُوا عَنْهُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْطَلَقَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ قَنَاةٍ قَالَ: فَبَسَطَتْ لَهُ فِي ظِلِّ نَخْلٍ، أَوْ قَالَ نَخْلَةٍ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَعَهُ قِرْبَةٌ يَزْعَبُهَا قَالَ: فَوَضَعَ الْقِرْبَةَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ: ثُمَّ قَطَعَ قِنْوًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أَفَلَا كُنْتَ تَخَيَّرْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِهِ " قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْبَبْتُ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ قَالَ: فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي اسْتَعْذَبَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " هَذَا وَاللَّهِ هُوَ النَّعِيمُ، هَذَا وَاللَّهِ الرُّطَبُ الْبَارِدُ فِي الظِّلِّ الْبَارِدِ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ، وَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ " قَالَ: فَانْطَلَقَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَا تَذْبَحَنَّ لَنَا ذَاتَ دَرٍّ " قَالَ فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقًا، أَوْ ⦗٦٧⦘ جَذَعَةً " قَالَ: فَأَكَلُوا فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أَمَا لَكَ خَادِمٌ غَيْرُ نَفْسِكَ " قَالَ: لَا قَالَ: " فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّ سَبْيًا قَدْ أَتَانَا فَائْتِنِي " قَالَ: فَأَتَاهُ رَأْسَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي وَعَدْتَنِي قَالَ: " اخْتَرْ أَحَدَهُمَا " قَالَ: اخْتَرْ لِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " أَمَا إِنَّ الْمُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هَذَا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي - لِأَحَدِهِمَا - فَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا أَوْ مَعْرُوفًا " قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: فَقَالَ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَعْطَانِي هَذَا، وَقَالَ اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا، أَوْ خَيْرًا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي قَالَتِ امْرَأَتُهُ: فَأَعْتِقْهُ قَالَ: فَأَعْتَقَهُ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا خَلِيفَةٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ بِطَانَةَ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
1 / 66