L'éducation et l'enseignement en Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
أن يجعل للطلاب أوقاتا معينة يعرضون فيها عليه ما حفظوه من القرآن والكتب، وكان المعلمون قديما يجعلون ذلك عشية يوم الأربعاء وصبيحة يوم الخميس، ويتركون طلابهم أحرارا عشية الخميس وطيلة الجمعة للاستراحة والاستجمام. قال سحنون: وذلك سنة للمعلمين منذ كانوا، فأما بطالتهم كل يوم الخميس فهذا بعيد، إنما دراسة الصبيان أحزابهم وعرضهم إياه على معلميهم في عشي يوم الثلاثاء والأربعاء وغدو يوم الخميس إلى وقت الكتابة، والتخاير إلى قبل انقلابهم نصف النهار، ثم يعودون بعد صلاة الظهر للكتاب أو الخيار
52
إلى وقت صلاة العصر، ثم ينصرفون إلى يوم السبت يبكرون فيه إلى معلميهم؛ وهذا حسن بالغ رفيق بالصبيان. (23)
أن يتركهم أحرارا في الأعياد، وكانوا يبطلون الدرس في عيد الفطر يوما واحدا وربما جعلوها ثلاثة أيام مع بعض الديار الإسلامية، وفي عيد الأضحى ثلاثة أيام وربما جعلوها خمسة، ولا بأس ببطالة بعض الأيام الأخرى كأيام ختمة بعضهم أو غير ذلك من المناسبات المشروعة.
53
المتعلمون وآدابهم
وكما اشترط المربون المسلمون في المعلمين شروطا بيناها في الفصل السابق، اشترطوا كذلك على الطالب شروطا يجب عليه أن يتخلق بها، وقد أسهبوا في بيان ذلك. ونرى أن نذكر هنا أهم تلك الشروط لأنها تعطينا صورة موجزة عما يجب أن يتحلى به الطفل المسلم من أخلاق في الكتاب وغيره: (1)
يجب عليه أن يفهم أنه إنما يتعلم العلم لله وللخير وللدين لا لأمور الدنيا ولا لأي عرض زائل، وأن يحافظ على شعائر الدين ومكارم الأخلاق وإظهار السنن، ويخشى الله، ويطهر قلبه من الصفات الذميمة كالحسد والرياء والعجب واحتقار زملائه والغش، وما إلى ذلك من فاسد الأخلاق. (2)
يجب عليه أن يجد في الدراسة، وينشط في الحفظ والعمل، وأن لا يتأخر عن مواعد الدروس والحفظ. (3)
يجب عليه أن لا يسأل أستاذه أسئلة تعنت وتعجيز، وأن يهذب أسئلته، وأن لا يستنكف عن التعلم ممن هو دونه من رفقائه إذا كان أعلم منه؛ فقد ثبتت في الصحيحين وغيرهما من كتب الأئمة رواية جماعة من الصحابة عن التابعين وسؤالهم إياهم عن بعض مسائل العلم والدين. (4)
Page inconnue