L'éducation et l'enseignement en Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
الفتيا
وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي نصوص كثيرة تتعلق بالفتيا والاستفتاء، وهذا النوع التعليمي من أقدم أنواع التعليم في الإسلام؛ فقد ورد في القرآن قوله:
يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ، وفيه أيضا:
يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات ، وفي الحديث: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.» وقال
صلى الله عليه وسلم : «من أفتى بفتيا من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه.» وقال أيضا: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.» فهذه الآيات والأحاديث تدلنا على أن الفتيا كانت من العناصر التعليمية البارزة الأثر في الإسلام، كما أنها كانت معروفة في «الجاهلية»؛ فقد كان عندهم مفتون وعرفاء وحكماء يرجعون إليهم ويستفتونهم في حل مشاكلهم،
191
وفي زمن الرسول عرفت جمهرة من الصحابة وفضلائهم بالفتيا والبراعة في تفهم مشاكل الناس وأسئلتهم وحلها، وفي طليعتهم الخلفاء الأربعة الراشدون، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمار بن ياسر، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وسلمان الفارسي، وأبو الدرداء.
وكان من تقاليد المفتين إذا سألهم السائلون واستفتاهم المستفتون أن يتورعوا عن الفتيا، على الرغم من تبحرهم في العلم والأعراف والتقاليد، لما جاء به عن الرسول من وجوب تحري الحقيقة تحريا شديدا، والتنقيب عنها بدقة فائقة، كما كانوا كثيرا ما يحيلون المستفتي إلى من يرونه أفضل منهم وأعلم وأزكى. قال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (؟-148):
192
أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله
Page inconnue