التراويح أكثر من ألف عام في المسجد النبوي
التراويح أكثر من ألف عام في المسجد النبوي
Maison d'édition
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genres
فطنت لنا البارحة"، فقال: "نعم، وذلك الذي حملني على ما صنعت". ففي هذا الحديث ما يفيد أنه ﷺ لم يشعر بهم في أول صلاته لقول أنس: "فلما أحس رسول الله ﷺ أنا خلفه"، كما أن فيه ما يشعر أنه ﷺ بدأ صلاته تلك في المسجد بدليل قوله: "تجوز في الصلاة ثم دخل منزله". وكما يشعر بأنه ﷺ علم بصلاتهم خلفه ولم ينكر عليهم، وأصرح من ذلك دلالة على صلاته ﷺ في المسجد حديث عائشة عند البيهقي عن عروة بن الزبير ﵁ عن عائشة ﵂ أخبرته أن رسول الله ﷺ خرج ليلة من جوف الليل يصلي في المسجد فصلى رجال يصلون بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك. وساقت قصة صلاته اليالي إلى الليلة الرابعة. قالت: "عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم". ففيه دلالة صريحة أنه ﷺ خرج إلى الصلاة في المسجد، وفيه دلالة على امتلاء المسجد بالمصلين.
وهده خطوة أخرى وهي امتلاء المسجد بعد أن كانوا أوزاعا فقد عجز المسجد عن أهله ولكنه ﷺ لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم.
إذن فقد كان من الممكن أن يخرج إليهم لولا تلك العلة التي هي خشية أن تفرض عليهم. وكأن الصلاة بهم والاجتماع إليها أمر جائز لولا الشفقة عليهم وخشية تكليفهم بها ثم يعجزون ولقد أقر صلاة غيره بجماعة من الناس سواء في البيوت أو في المسجد.
أما في البيوت فلحديث أبي بن كعب عند المروزي قال عن جابر ﵁ جاء أبي بن كعب إلى رسول الله ﷺ في رمضان فقال: " يا رسول الله كان معي الليلة شيء". قال: "وما ذاك؟ " قال: "نسوة داري قلن إنا لا نقرأ القرآن فنصلي خلفك بصلاتك فصليت بهن ثمان ركعات فسكت عنه، وكان شبه الرضاء".
وأما في المسجد فحديث أبي هريرة عند المروزي أيضا قال: "خرج رسول الله ﷺ وإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد" فقال: "ما هؤلاء؟ " قيل: "هؤلاء أناس ليس معهم قرآن، وأبي بن كعب يصلي بهم فهم يصلون بصلاته". فقال رسول الله ﷺ: "أصابوا" أو "نعم ما صنعوا".
5 / 61