Biographies des célébrités de l'Orient au dix-neuvième siècle (Première partie)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genres
ولما بلغ الحادية والعشرين من عمره تزوج بكريمة المرحوم إلهامي باسي، وهي مشهورة بالجمال والتعقل والكمال، وفي السنة التالية (1874) ولد له بكره (الخديوي الحالي) فسماه عباس حلمي، ثم ولد البرنس محمد علي سنة 1877 والبرنسس خديجة هانم سنة 1877 والبرنسس نعمت هانم سنة 1881.
وما زال يتقلد المناصب في عهد المرحوم أبيه حتى قضت الأحوال بإقالته كما تقدم في ترجمته فاستلم رحمه الله أزمة الأحكام في 26 يونيو سنة 1879 وجاءه الفرمان الشاهاني المؤذن بذلك، وكان مشهورا بحبه للوطن المصري، وقد شعر باحتياجه إلى الحرية والرفق بالرعية فخفف الضرائب، ونظر في تأمين أصحاب الديون، وفي أيامه تشكلت لجنة التصفية وأنشأت قانونها فصادق هو عليه، ثم طاف القطر المصري لتفقد الرعية واستطلاع أحوالهم فدرس في أثناء تلك الرحلة ما يحتاج إليه القطر من الإصلاح، وحالما عاد عمد إلى إصلاح حال الفلاح من حيث ما عليه من الضرائب، فأمر بتقسيط الأموال والعشور على أشهر معلومة، وأن تقتضى من الكبير والصغير على السواء مع اتخاذ الرفق في تحصيلها، ومن تأخر عن السداد تباع أرضه، فانتظمت الأحوال أحسن انتظام.
شكل 6-1: محمد توفيق باشا الخديوي السابق.
ثم وجه عنايته إلى إصلاح شئون المعارف، فأمر بإنشاء المدارس العالية والابتدائية، ووسع دوائر المدارس التي أنشأها آباؤه ونظم شئونها، وجعل للبلاد نظامات شورية، وشكل مجالس المديريات ومجلس شورى القوانين والجمعية العمومية.
شكل 6-2: محمد توفيق باشا أمام مدافن قبلي واقعة طوسكي بين كروسكو وحلفا.
وفي أيامه أنشئت المحاكم الأهلية، وتحسنت حال الري بإنشاء الترع وبناء القناطر الخيرية، ورفع العونة والسخرة، وأنشأ لائحة المستخدمين الملكية والعسكرية ومعاشاتهم.
وكان مع سهره على مصالح رعاياه تقيا ورعا، بنى المساجد ونظر في الأوقاف الخيرية وأصلح فيها، وكان شفوقا على رعاياه كثير الرفق بهم، فأكثر من تنشيط أهل العمل بالرتب والنياشين وكانت الرتب على عهد أبيه تستلزم زيادة الرواتب، فلما كثرت في أيامه جعلها لا تستلزم الرواتب بل هي علامة شرف من أمير البلاد.
وكأنه بالغ في إكرام الناس وزاد في إطلاق الحرية قبل استعداد البلاد لها فانقلب النفع المنتظر منها إلى ضرر، فحدثت الثورة الوطنية المعروفة بالثورة العرابية، وسيأتي تفصيلها في ترجمة أحمد عرابي (باشا)، والحوادث السودانية، وسيأتي تفصيلها في ترجمة محمد أحمد المهدي.
وأصيب رحمه الله بالنزلة الوافدة إصابة شديدة لم تمهله إلا أياما قليلة، فتوفي في 8 يناير سنة 1892 فبكاه الناس على اختلاف الطبقات والعناصر والمذاهب؛ لما كان عليه من صدق النية وإخلاص الطوية والرفق والعدل، ودفن في مصر.
الفصل السابع
Page inconnue