فهي الصادقة الصدوقة.
ثم ضمها (صلى الله عليه وآله) إليه وقبل رأسها، وقال: فداك أبوك يا فاطمة، فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه، وقال: أم (1) والله لينتقمن (2) الله (3) ربي وليغضبن لغضبك، ثم الويل، ثم الويل، ثم الويل للظالمين، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال علي (عليه السلام): فو الله (4) لقد حسبت (5) بضعة مني قد ذهبت (6) لبكائه، وهملت (7) عيناه كالمطر (8) حتى بلت (9) دموعه لحيته وملاءة (10) كانت عليه، وهو ملتزم (11) فاطمة (عليها السلام) ما يفارقها (12)، ورأسه على صدري، وأنا مسنده، والحسن والحسين (عليهما السلام) يقبلان قدميه، وهما (13) يبكيان بأعلى أصواتهما.
قال علي (عليه السلام): فلو قلت أن جبرئيل (في البيت لصدقت؛ لأني كنت (14) أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها، وأعلم أنها كانت أصوات الملائكة لا (15) أشك فيها؛ لأن جبرئيل) (16) لم يكن (17) في
Page 191